طباعة الصفحة | تفسير ابن كثر - سورة الأحزاب - الآية 22

وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) (الأحزاب)

فَقَالَ تَعَالَى " وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَاب قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّه وَرَسُوله وَصَدَقَ اللَّه وَرَسُوله " قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَقَتَادَة يَعْنُونَ قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْبَقَرَة " أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَل الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُول الرَّسُول وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْر اللَّه أَلَا إِنَّ نَصْر اللَّه قَرِيب " أَيْ هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّه وَرَسُوله مِنْ الِابْتِلَاء وَالِاخْتِبَار وَالِامْتِحَان الَّذِي يَعْقُبهُ النَّصْر الْقَرِيب وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَصَدَقَ اللَّه وَرَسُوله" وَقَوْله تَعَالَى " وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا" دَلِيل عَلَى زِيَادَة الْإِيمَان وَقُوَّته بِالنِّسْبَةِ إِلَى النَّاس وَأَحْوَالهمْ كَمَا قَالَ جُمْهُور الْأَئِمَّة إِنَّهُ يَزِيد وَيَنْقُص وَقَدْ قَرَّرْنَا ذَلِكَ فِي أَوَّل شَرْح الْبُخَارِيّ وَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة وَمَعْنَى قَوْله جَلَّتْ عَظَمَته " وَمَا زَادَهُمْ " أَيْ ذَلِكَ الْحَال وَالضِّيق وَالشِّدَّة " إِلَّا إِيمَانًا " بِاَللَّهِ" وَتَسْلِيمًا " أَيْ اِنْقِيَادًا لِأَوَامِرِهِ وَطَاعَة لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

3/5/2024 11:10:08
المصدر: http://hairarab.com/quran/t-33-1-22.html