يهرع الكثير من الأشخاص للبحث عن أدوية لعلاج تساقط الشعر بسبب ما يتعرضون له من ضغط، سواء كان داخليا أو حتى خارجيا من أشخاص آخرين، وهذا من أجل حماية أنفسهم من التعرض للتنمر والسخرية، ناهيك طبعا عن الحرص على ظهورهم بأفضل حالاتهم
لكن، ما هي الأسباب التي تؤدي إلى تساقط الشعر؟ وكيف يتم تشخيص حالات تساقط الشعر؟ وما هي أشهر الأدوية لعلاج هذه المشكلة؟ هذه هي الغاية من هذا المقال.
ما هو المعدل الطبيعي لتساقط الشعر؟
تساقط الشعر يعد أمرا طبيعيا جدا ما لم يتجاوز النسبة المتعارف عليها. إذ أن شعر الإنسان يتساقط يوميا ما بين 50 إلى 100 شعرة (وهو الشعر العالق في المشط، أو ما يعلق على الوسادة أيضا أو ما نجده على البلاط…)، وذلك وفقا للأكاديمية الأمريكية لطب الجلد (American Academy of Dermatology). هذا التساقط ما هو إلا نتيجة دورة النمو الطبيعية التي يمر بها الشعر.
ما هي دورة نمو الشعر؟
قبل الدخول في تفاصيل علاجات فقدان الشعر، من الضروري لكل شخص معرفة دورة نمو شعره، وقد أشرنا إليها سابقا في مقالة أخرى، وهذا كونها هي أساس ما يعرفه الشعر من تطور.
يمر شعر الإنسان بعدة مراحل حتى ينمو وتعد بمثابة دورة حياة الشعر وتنقسم لثلاث مراحل:
- مرحلة النمو (Anagen): تختلف هذه المرحلة باختلاف نوع الشعر؛ على سبيل المثال، تكون مرحلة نمو الشعر في منطقة الحواجب والرموش والمناطق الأخرى من الجسم أقصر بكثير (إذ تتراوح ما بين شهرين) من مرحلة نمو شعر فروة الرأس.
فبالنسبة لهذا الأخير تعتبر مرحلة النمو أطول المراحل والتي تستمر من 3 إلى 5 سنوات، وأحيانا أخرى قد يصل حتى لمدة 7 سنوات.
- مرحلة التراجع (Catagen): وهي المرحلة الانتقالية تبدأ بعد انتهاء مرحلة النمو، خلال هذه المرحلة تبدأ بصيلات الشعر بالتقلص ويتباطأ نمو الشعر أثناءها وذلك تمهيدا لتساقطه. تستمر هذه المرحلة حوالي عشرة أيام أو أكثر.
- مرحلة الراحة (Telogen): مرحلة الراحة أو مرحلة التيلوجين مثلما يطلق عليها أيضا، هي مرحلة راحة لبصيلات الشعر، بحيث لا ينمو فيها الشعر وعادة ما تستمر حوالي 3 أشهر.
في هذه المرحلة نسبة الشعر في فروة الرأس تكون حوالي 10% إلى 15%.
لنتعرف على الأسباب قبل أدوية لعلاج تساقط الشعر
حين يزيد تساقط الشعر عن معدله الطبيعي فمن المؤكد هنا أن الأمر يصبح مقلقا، مما يستدعي البحث وراء أسباب تساقطه، ومن ثمّ التشخيص عند طبيب مختص للحصول على أدوية لعلاج تساقط الشعر المناسبة لكل حالة.
أسباب تساقط الشعر متعددة، من ضمنها:
- العوامل الوراثية
وهو السبب الأكثر شيوعا ويصيب كل من الرجال والنساء، تُعرف لدى الرجال بالصلع الذكوري النمطي، وعند النساء بالصلع الأنثوي النمطي.
الإصابة بهذا النوع من الصلع سببه يعود لاكتساب الشخص للجينات التي تتسبب في تقلص بصيلات الشعر من طرف أحد الوالدين.
في الغالب، تكون أولى العلامات عند الرجال هي تراجع خط الشعر أو ظهور بقعة صلعاء في الجزء العلوي من الشعر، في حين عند النساء فتكون أولى العلامات هي أن يصبح الشعر أقل سماكة ويتساقط الشعر من فروة الرأس.
- استخدام المستحضرات الكيميائية للعناية بالشعر والرعاية المفرطة
يزيد هذا الأمر عند النساء خاصة، إذ عادة ما تلجأن لإستخدام مستحضرات العناية بالشعر والتي قد تحتوي على مواد كيميائية ضارة، وبالأخص تلك غيرالمصرح بها طبيا؛ من بينها صبغات الشعر، كريمات الشعر، الكيراتين الكيميائي وغيرها…
تزيد هذه المواد من خطورة تساقط الشعر إذا ما استعملت على فترات متقاربة لأنها تضعف الشعر. إحدى الدراسات أشارت إلى ضرورة إلمام الأطباء بعينهم بالمنتجات التي تستخدمها النساء بحيث يكون العلاج الموصوف لهن للتخلص من فقدان الشعر متوافقا مع ما يستخدمنه كمستحضرات تجميلية.
علاوة على ذلك، فالرعاية المفرطة بالشعر تؤدي هي الأخرى إلى تساقطه. على سبيل المثال، غسل الشعر بشكل مفرط بالإضافة إلى استخدام مجففات الشعر بدرجات حرارة عالية، تتسبب هي الأخرى في تقصفه وضعفه، الأمر الذي يستدعي اللجوء لـ منتجات لعلاج تساقط الشعر.
- التغيرات الهرمونية
التغيرات الهرمونية هي الأخرى من بين الأسباب التي تؤدي إلى تساقط الشعر. تعتبر متلازمة تكيس المبايض لدى النساء من العوامل المسببة للتغيرات الهرمونية.
إلى جانب هذا، تشير الأبحاث إلى أن توقف النساء عن أخذ حبوب منع الحمل يتسبب هو الآخر في حدوث خلل هرموني مؤقت، والذي يؤدي بدوره إلى تساقط الشعر فيما بعد.
- داء الثعلبة Alopecia Areata
داء الثعلبة هو مرض مرتبط بمشكلات تصيب الجهاز المناعي. يتطور هذا الداء حينما يهاجم جهاز المناعة بصيلات الشعر مما يتسبب في تساقطها.
للإشارة، فإن هذا التساقط لا يقتصر فقط على فروة الرأس، بل يشمل حتى مناطق أخرى من الجسم، بما في ذلك شعر الأنف والرموش والحواجب.
يجب التوضيح هنا أيضا إلى أن الوضع الصحي للمصاب سليم، فقط الإصابة تقتصر على فقدان للشعر والتي يمكن التخلص منها باستخدام أدوية لعلاج تساقط الشعر.
- نتف الشعر
يلعب بعض الأشخاص بأنفسهم دورا في تساقط شعرهم، يحدث ذلك جرّاء عادة سيئة اكتسبوها من دون وعي وهي عادة نتف الشعر. أحيانا كثيرة تكون هذه الظاهرة مجرد ردة فعل عاطفية؛ الغاية منها التخفيف من التوتر، إلا أنه وفي أحيان أخرى تصبح هوسا وهو ما يطلق عليه Trichotillomania.
- أسباب نفسية
الأزمات النفسية وفقا للدراسات، هي الأخرى واحدة من بين الأسباب المؤدية إلى تساقط الشعر، يمكن أن تتمثل هذه الأزمات النفسية في:
- اكتئاب ما بعد الولادة.
- ضغوطات مختلفة (أسرية، في العمل…)
- فقدان شخص عزيز.
- المرور بتجربة طلاق.
وغيرها من العوامل النفسية الأخرى التي تؤثر على النمو الصحي والطبيعي للشعر، في هذه الحالة يتطلب الأمر الخضوع لجلسات علاج نفسي، قبل أخذ أدوية لعلاج تساقط الشعر.
- نقص في بعض العناصر الغذائية
بسبب عدم حصول الجسم على كميات كافية من العناصر الغذائية، يتعرض الشعر للتلف وبالتالي يتساقط.
من بين أهم العناصر لتغذية الشعر:
- الحديد.
- الزنك.
- البروتين.
- تسريحات الشعر
تصفيفات الشعر التي تشدّ الشعر بإحكام، وخاصة إذا كانت مستمرة، ينجم عنها سحب فروة الرأس وبطبيعة الحال تؤدي إلى تساقط الشعر، الاسم الطبي لهذه الحالة هو “ثعلبة الشد” Traction Alopecia.
من بين هذه التسريحات نذكر:
- الضفائر.
- لفائف الشعر.
- تسريحة ذيل الحصان.
هذه كانت أبرز أسباب تساقط الشعر، بالتأكيد، لا يزال هناك العديد من الأسباب الأخرى كتناول الشخص لبعض الأدوية، أو إصابته بأمراض معينة وغيرها… كل هذا سنتناوله بالتفصيل في مقالات لاحقة عن مشاكل الشعر.
الأعراض القوية المصاحبة لتساقط الشعر
يصبح فقدان الشعر مثيرا للانتباه حينما يكون متبوعا بالأعراض التالية، والتي تستلزم الاستعانة بطبيب مختص لوصف أدوية لعلاج تساقط الشعر.
- الحكة الشديدة في مكان التساقط، بالإضافة إلى الشعور بالحرقان. في هذه الحالة قد يكون الشخص مصابا بعدوى.
- الشعور بالحرقان أو اللسع، يحدث هذا كثيرا مع الأشخاص الذين يعانون من داء الثعلبة.
- وجود بقع صلعاء تكون مصحوبة بقروح أو بثور.
- تورم واحمرار وحكة قد تتسبب في خروج القيح.
تشخيص تساقط الشعر
يعد التشخيص الصحيح نقطة في غاية الأهمية، لأنها بالتأكيد ستساعد الطبيب وكذلك الذين يعانون من تساقط الشعر، من معرفة ما إذا كانت الإصابة ستختفي لوحدها بمرور الوقت، أم أن الأمر يستدعي وصف أدوية علاجية.
قبل التشخيص، سيكون على الطبيب القيام ببعض الفحوصات البدنية. ناهيك عن معرفة بعض الأمور عن النظام الغذائي، وأيضا روتين العناية بالشعر للشخص المصاب.
علاوة على ذلك، قد يلجأ الطبيب لطلب إجراء بعض التحاليل كخطوة إضافية، على سبيل المثال:
- تحاليل الدم.
- أخذ عينات من الشعر أو من الجلد، للتأكد ما إذا كان سبب الإصابة هو العدوى.
- اختبار الشد، الغاية منه تحديد مرحلة التساقط.
- المجهر الضوئي لمعرفة مصدر المشكل.
أشهر 5 أدوية لعلاج تساقط الشعر
بعد معرفة أسباب تساقط الشعر والتشخيص عند طبيب مختص، يصبح من المهم معرفة الأدوية اللازمة لعلاج هذا المشكل.
قبل معرفة هذه الأدوية، يجد التنويه كالعادة على أن هذه الأدوية لا بد أن تؤخذ بعد استشارة الطبيب الخاص بك!
من بين أبرز أدوية علاج تساقط الشعر:
- المينوكسيديل الموضعي
في دراسة نُشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية Journal of the American Academy of) Dermatology)، أثبت المينوكسيديل أنه واحد من بين أدوية علاج تساقط الشعر الفعالة، حيث يعمل هذا الأخير على إيقاف ترقق الشعر وتحفيز نمو الشعر الجديد.
هذا الدواء متوفر على شكل بخاخ أو سائل، ويتواجد أيضا كمكون لبعض المنتجات مثل الشامبو، كما أنه متاح على شكل أقراص المينوكسيديل.
الحصول على نتائج أفضل باستخدام المينوكسيديل، يتطلب مراجعة طبيب أمراض جلدية لتوضيح كيفية تطبيقه بشكل صحيح.
بالنسبة لطريقة استعماله فيوضع مباشرة على فروة الرأس مرتين يوميا. وتبدأ النتائج في الظهور عادة بعد أربعة أشهر إلى سنة كاملة حيث يمكن ملاحظة تكاثف الشعر.
علاوة على ذلك، فإنه وبعد مرور ستة أشهر من العلاج يقوم الطبيب المختص بتقييم مدى فعالية الدواء، فإذا كان مفيدا يُنصح المريض بالاستمرار عليه.
بالنسبة للآثار الجانبية لهذا الدواء فهي تشمل:
- احمرار فروة الرأس وتهيجها.
- نمو شعر الوجه بشكل غير مرغوب فيه.
- الفيناسترايد، ثاني أدوية لعلاج تساقط الشعر
الفيناسترايد هو دواء فموي يستخدم لعلاج تساقط الشعر لدى الرجال، وهو متوفر على شكل أقراص ويؤخذ يوميا. لكن، يجب أن يؤخذ بوصفة طبية، أبان هذا الدواء عن زيادة معدل نمو الشعر بالنسبة للرجال الذين جربوه.
بالنسبة لطريقة عمل هذا الدواء، فهو يقوم على إبطاء تساقط الشعر، وتحفيز نمو الشعر الجديد، ذلك من خلال تثبيط إنتاج الجسم للهرمون المدمر لبصيلات الشعر.
أما عن مفعوله، فيبدأ بعد حوالي أربعة أشهر! في حين أن النتائج الملحوظة جيدا تبدأ في الظهور بعد مدة عام.
بعض الآثار الجانبية لهذا الدواء تتمثل في:
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- ارتفاع خطر الإصابة بسرطان البروستات.
- الاكتئاب.
علاوة على ذلك، يمنع على النساء استخدام هذا الدواء خاصة الحوامل، حتى أنه لا ينبغي لهن لمس أقراص الدواء.
- الكورتيكوستيرويد
ثالث الأدوية لعلاج تساقط الشعر هو الكورتيكوستيرويد. أثبت هذا الدواء نجاعته في علاج حالات تساقط الشعر المتعلقة بأمراض جهاز المناعة، وهو متاح كأقراص أو حقن موضعية وكلها تتطلب وصفة طبية. حيث يحدد الطبيب المختص في الأمراض الجلدية العلاج الأنسب الذي يتلاءم مع العمر وشدة الأعراض للشخص المصاب.
يمكن ملاحظة نمو الشعر في غضون شهر إلى شهرين، وإذا لم يظهر له أي تأثير بعد ستة أشهر هنا يجب توقيف العلاج، بعد استشارة الطبيب بالطبع.
بعض الآثار الجانبية للكورتيكوستيرويد هي:
- ظهور طفح جلدي في فروة الرأس.
- احمرار الوجه أو انتفاخه.
- مضادات الأندروجين ضمن أدوية لعلاج تساقط الشعر
وفقا لدراسة سابقة، تعمل مضادات الأندروجين على تثبيط هرمون الأندروجين الذي يدمر بصيلات الشعر، كما أنها متاحة بوصفة طبية فقط.
بالنسبة لمفعولها فيبدأ بعد مرور أربعة أشهر، كما أن العلاج سيكون طويل الأمد لمنع تكرار تساقط الشعر.
يمكن لمضادات الأندروجين أن تتسبب في آثار جانبية، مثل عدم انتظام الدورة الشهرية والنعاس، كما يجب على النساء اللواتي يردن الحمل أن يتجنبوا تناول هذا الدواء.
- الأدوية المضادة للفطريات
آخر الأدوية لعلاج تساقط الشعر في قائمتنا لهذا اليوم، هي الأدوية المضادة للفطريات. عادة ما تستعمل هذه الأدوية لعلاج ما يسمى بسُعفة الرأس المسببة لتساقط الشعر، وتؤخذ بوصفة من طبيب الأمراض الجلدية عن طريق الفم يوميا.
يستغرق القضاء التام على الفطريات عدة أشهر، أما إذا بدأ العلاج بعد مرور فترة وجيزة من ظهور الأعراض في هذه الحالة سيلاحظ المصاب نموا ممتازا للشعر.
فيما يخص الآثار الجانبية فتشمل:
- الطفح الجلدي.
- الإسهال.
- اضطرابات المعدة.
تبقى العناية بالشعر أمرا ضروريا، كما أن تساقطه مشكلة تؤرّق الكثيرين، إلا أن اللجوء لعلاجات من دون أدنى استشارة طبية قد يزيد من تأزم الوضع، لهذا يبقى التشخيص الصحيح ووصف الأدوية المناسبة من قبل طبيب مختص هو الحل الأمثل لعلاج تساقط الشعر.