يلعب الشعر دورا مهما في تقدير الذات، وبالتأكيد فإن امتلاك شعر خفيف ومتقصف قد يصيب الشخص بالإحباط.
وهو الأمر الذي قد يعمل على تحفيز “نقطة الألم” هذه عند العديد من الأشخاص الذين يعانون من هذا المشكل، وجعلهم يتهافتون على مختلف العلاجات التي تصادفهم للتخلص من مشكلة تساقط الشعر. مما قد يلحق المزيد من الأضرار بالشعر خاصة إذا اعتُمدت من دون أدنى استشارة طبية.
لهذا السبب، سيكون من المهم جدا أن يكون الشخص على دراية بـ أفضل علاجات تساقط الشعر المعروفة عالميا، لأنها بالتأكيد ستقدم حلولا وفق أبحاث ودراسات علمية وضمن معايير صحية متفق عليها.
لنتعرف إذن على قائمة بخمس أفضل علاجات تساقط الشعر
قبل التدرج في هذه العلاجات من الضروري أخذ فكرة عن مشكلة تساقط الشعر وكيف يختلف كل مشكل عن الآخر.
ما هي أنواع تساقط الشعر؟
هناك عدة أنواع من تساقط الشعر، وهذه أبرزها:
1. الثعلبة الأندروجينية
تُعد الثعلبة الأندروجينية من بين أكثر أنواع تساقط الشعر شيوعا وتعرف أيضا بالصّلع الوراثي.
عند الرجال تدعى بتساقط الشعر من النمط الذكوري. في هذه الحالة، يمكن أن يبدأ تساقط الشعر بعد مرحلة البلوغ ويتطور بمرور السنوات.
يبدأ التساقط فوق الصّدغين، ويستمر حول محيط وأعلى الرأس ومن ثمّ تُترك حلقة من الشعر على طول الجزء السفلي من فروة الرأس، وكثير من الرجال يصابون بالصلع في نهاية المطاف.
أما بالنسبة للنساء، فتدعى بتساقط الشعر من النمط الأنثوي. يبدأ الشعر يخِف ببطء من دون أن ينحسر خط الشعر عادة. كما يمكن أن يتسبب هذا النوع من تساقط الشعرعند النساء بترقّق الشعر بشكل كبير، إلا أنه من النادر أن يؤدي إلى الصلع.
الثعلبة الأندروجينية صحيح أنها وراثية، مع ذلك أشارت الدراسات لإمكانية بالأدوية أو الجراحة.
2. تساقط الشعر الكربي
يحدث تساقط الشعر الكربي نتيجة دخول عدد كبير من بصيلات الشعر الموجودة في فروة الرأس في مرحلة الراحة من دورة نمو الشعر والتي تدعى مرحلة التيلوجين.
ينجم تساقط الشعر الكربي عن الخضوع لحالة طبية (على سبيل المثال جراحة). إذا استمر تساقط الشعر لأكثر من ستة أشهر عندها يعتبر مزمنا.
وفقا للأبحاث، من بين أسباب تساقط الشعر الكربي:
- الإجهاد أو التعب الجسدي الذي يحدث نتيجة ولادة حديثة بالنسبة للنساء.
- الضغوطات.
- تناول بعض الأدوية.
- الاضطرابات الهرمونية التي تحدث نتيجة تناول حبوب منع الحمل مثلا.
3. تساقط الشعر المتنامي
هو عبارة عن تساقط سريع للشعر، ناجم عن الخضوع لعلاج طبي مثل العلاج الكيميائي، إذ أن المفعول القوي لهذه الأدوية قد يتسبب في منع إنتاج بصيلات الشعر في فروة الرأس. ومع ذلك، يمكن للشعر أن ينمو مجددا بعد انتهاء العلاج الكيميائي.
4. الثعلبة البُقعية
تحدث الثعلبة البقعية نتيجة مهاجمة جهاز المناعة لبصيلات الشعر ما يتسبب في تساقط الشعر ويمنع نمو الشعر الجديد.
كما أن تساقط الشعر يمكن أن يكون مفاجئ، ومن دون سابق إنذار ولا يكون مؤلما. للإشارة فقط، وحسب الجمعية الأمريكية للأمراض الجلدية فإن الثعلبة البقعية من الممكن أن تصيب الأطفال أيضا.
5. سُعفة فروة الرأس
سُعفة فروة الرأس هي نتيجة عدوى فطرية تصيب فروة الرأس. تعد هذه العدوى من بين الأسباب الشائعة لتساقط الشعر عند الأطفال، إذ تصيب عادة الأطفال ما بين 3 سنوات إلى 14 سنة، ومع ذلك فالأشخاص البالغين أيضا مُعرّضين للإصابة بسُعفة فروة الرأس.
بالنسبة لأعراضها، فإن الشعر يتساقط في شكل بقع، كما أن المناطق المصابة تكون حمراء وحجمها يزداد مع مرور الوقت. إذا انتشرت العدوى، قد تشمل فروة الرأس بأكملها!
كما تتضمن أعراضها أيضا، وجود احتمالية لتهيج الجلد. ناهيك، عن تشكل قشور بالإضافة إلى وجود حكة في الرأس.
ما هي أفضل علاجات تساقط الشعر المعروفة عالميا؟
تتوفر خيارات عديدة بالنسبة لـ أفضل علاجات تساقط الشعر، والتي تساعد على إبطاء تساقط الشعر وتحفيز نموه مجددا.
من الضروري مناقشة أي علاج سيتم إدراجه أدناه مع طبيب مختص قبل استخدامه!
1. العلاجات الدوائية
وفقا لأطباء الجلد، فإن توصياتهم لمنع تساقط الشعر وإعادة نموه من جديد دائما ما ترتبط بالعلاجات الدوائية التي أثبتت فائدتها على مجموعة كبيرة من المرضى.
من ضمن قائمة أفضل الأدوية لعلاج تساقط الشعر:
- المينوكسيديل الموضعي.
- فيناسترايد.
- الكورتيكوستيرويد.
- مضادات الأندروجين.
- الأدوية المضادة للفطريات.
لتفاصيل أكثر حول كل دواء ننصح بقراءة مقال أشهر 5 أدوية لعلاج تساقط الشعر، حيث تناولنا طريقة عمل كل دواء وآثاره الجانبية، كل على حدى.
2. العلاجات البديلة
يَعتبر بعض الأشخاص أن العلاجات الطبيعية هي من بين أفضل علاجات تساقط الشعر. مع ذلك، من الجدير بالذكر أن هذه العلاجات ما هي إلا جزء مكمّل للأدوية التي سيصفها الطبيب المختص، كون مشاكل الشعر تعالج بالأساس من الداخل وليس من الخارج.
نذكر من ضمن هذه العلاجات الخارجية:
1ـ الزيوت
#1 زيت الزيتون:
تقول الدراسات أن تدليك فروة الرأس بزيت الزيتون من شأنه أن يزيد من سماكة الشعر، وذلك لأن لها القدرة على التغلغل في جذع الشعر.
علاوة على ذلك، ووفقا لدراسة أخرى ـ أُجريت على فئران ـ، أبانت عن أن زيت الزيتون يحتوي على الاوليوروبين الذي يساعد تحفيز نمو الشعر.
كما أظهرت دراسة أخرى أن زيت الزيتون، يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا تلعب دورا هاما في المحافظة على صحة فروة الرأس.
#2 زيت النعناع:
يعتبر زيت النعناع وفقا لدراسة تعود لسنة 2014 من بين العلاجات المساهمة في تقليل تساقط الشعر، حيث تم استخدامه كمحسن بديل. وذلك بعدما خَلُص الباحثون إلى أن زيت النعناع، قد يُحسّن من تدفق الدم إلى خلايا الشعر، وهو ما يساعد على نموه ودخوله في مرحلة النمو المبكر.
مع ذلك، أشارت نفس الدراسة إلى أن العلاج الوحيد الذي تمت الموافقة عليه من هيئة الدواء والغذاء هو المينوكسيديل والفيناسترايد، وهذا ما يؤكد الفكرة السابقة التي ابتدأنا بها قائمة أفضل علاجات تساقط الشعر.
#3 زيت إكليل الجبل:
كشفت إحدى الدراسات التي أُجريت سنة 2015، أن زيت إكليل الجبل يساعد بشكل مباشر في الحماية من تساقط الشعر، وذلك بالاعتماد على نتائج إحدى التجارب حيث تم تثبيت زيت إكليل الجبل والمينوكسيديل على أشخاص مصابين بالثعلبة، والنتيجة كانت أن زيت إكليل الجبل كان بنفس فعالية المينوكسيديل. مع العلم، أنه تم التأكيد على أهمية إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد صحة هذه النتيجة!
ومن جهة أخرى، فقد أثبتت دراسة أخرى أن مستخلص إكليل الجبل (المستخلص يختلف عن الزيت العطري) يحفز نمو الشعر الذي يكون سبب تساقطه هرمون التستوستيرون.
2ـ المستحضرات النباتية
بالإضافة إلى ما سبق، تعد المستحضرات النباتية مساعدة في التخفيف من تساقط الشعر، حيث تمكن باحثون من تحديد بعض أنواع النباتات التي تحتوي على مكونات نشطة، هذه المكونات أكدت فعاليتها في تقليل تساقط الشعر.
من بين هذه النباتات الداعمة:
- نبات الكركم (Curcuma aeruginosa).
- البلميط (Serenoa repens).
- نبات القرع (Cucurbita pepo).
- البرسيم الأحمر (Trifolium pratense) .
- الجنسينغ (Panax ginseng).
- البلميط المنشاري (Saw Palmetto).
البلميط المنشاري هو عبارة عن نبات يشبه النخيل، وعلى الرغم من عدم وجود أبحاث كثيرة ومعتمدة في إثبات قدرة هذا النبات على علاج تساقط الشعر، إلا أنه وفقا لمراجعة أجريت سنة 2020 فقد ذُكر أن للبلميط المنشاري دور في تخفيف تساقط الشعر وتحسين نموه بشكل طفيف.
3ـ عصير البصل
أثبتت إحدى الدراسات أن استخدام عصير البصل كعلاج موضعي يمكن أن يُحفّز نمو الشعر، علاوة على ذلك، تشير دراسة أخرى إلى أن البصل يحتوي على نسبة عالية من الكبريت والتي من الممكن أن تساعد في تجديد بصيلات الشعر.
لابد من التأكيد هنا على أن أطباء الجلد المختصين، لا ينصحون باستخدام أي خلطة أو وصفة طبيعية مادام المريض لم يكتشف سبب تساقط الشعر الأساسي.
4ـ الشّاي الأخضر
تقول بعض الأبحاث أن الشاي الأخضر قد يكون ضمن أفضل علاجات تساقط الشعر هو الآخر، لكونه يحتوي على مُركّبات فينولية تساعد على علاج تساقط الشعر. إلا أنه يجب الإشارة إلى أن هذا البحث أجري على الفئران!
يحتوي الشاي الأخضر على مادة Epigallocatechin gallate المعروفة اختصارا ب EGCG، وهي عبارة عن مركب نباتي مستخلص من أوراق الشاي الأخضر المجففة وهي ما يساعد على تحفيز نمو الشعر.
من جهة أخرى، فإن الشاي الأخضر بإمكانه أن يُثبّط من نشاط إنزيم reductase والذي من الممكن أن يسبب تساقط الشعر.
فضلا عن ذلك، فإن الشّاي الأخضر أيضا له القدرة على التقليل من إنتاج “الزّهم” ( وهو عبارة عن مادة شمعية أو زيتية تفرزها الغدد الدهنية في فروة الرأس) بالنسبة للشعر الدهني. كما يساعد على تحسين صحة فروة الرأس والشعر بشكل عام.
3. علاج تساقط الشعر بالليزر
تشير إحدى الدراسات التي أجريت عام 2014 إلى أن العلاج بالليزر منخفض المستوى أثبت فعاليته في زيادة نمو الشعر لدى كل من الرجال والنساء، كما أنه آمِن أيضا.
وفي دراسة أخرى أجريت سنة 2013 على عدد من الرجال تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 48 سنة، أُثبت أن استخدام الليزر ساهم في زيادة نسبة نمو الشعر بـ 39% على مدار 16 أسبوعا.
يساعد العلاج بالليزر على:
- علاج تساقط الشعر الناجم عن الثعلبة الأندروجينية.
- علاج تساقط الشعر المتنامي.
- تحفيز نمو الشعر بعد إجراء عملية زرع الشعر.
يتطلب هذا النوع من العلاج جلسات علاجية عديدة قد تستمر لأشهر حتى يتمكن الشخص المصاب من رؤية شعره ينمو من جديد.
4. اتباع نظام غذائي متوازن
مع اختلاف أفضل علاجات تساقط الشعر، من المستحسن أن يرافقها اتباع نظام غذائي متوازن. أولا، ينبغي معرفة أن توازن النظام الغذائي يعتبر إحدى الحلول الداعمة فقط للعلاجات الطبية، كون هذه الأخيرة هي الوحيدة القادرة على معالجة المشكل من جذوره.
بحسب ما جاءت به إحدى الدراسات، فقد أثبتت الدور المهم الذي يلعبه النظام الغذائي المتوازن الغني بالفيتامينات والمعادن في الحد من تساقط الشعر.
يستحسن أن يحتوي النظام الغذائي المتوازن على العناصر التالية:
- الأغذية الغنية بالحديد: اللحم البقري، الحبوب (الفاصولياء، والعدس…)، الخضروات، الأوراق الخضراء مثل السبانخ…
- العناصر الغنية بالأوميغا 3: الأسماك (السلمون والسردين…)، المكسرات (الجوز، بذور الكتان…)…
- الأغذية الغنية بالبروتين: الحليب، البيض، اللحوم الخالية من الدهون…
5. عمليات زراعة الشعر
تعتمد عملية زراعة الشعر بالأساس على أن يقوم الطبيب المختص بإزالة بصيلات الشعر وزرعها في مكان البقعة الصلعاء. لا يتم اللجوء إلى العملية إلا بعد إجراء العديد من الفحوصات في عيادات زراعة الشعر.
من بين الآثار المحتملة لهذه العملية في حال لم يتم احترام الإرشادات اللازمة:
- حدوث نزيف.
- كدمات.
- تورم أو عدوى أيضا.
من الممكن أن يحتاج المريض لأكثر من عملية جراحية لأجل الحصول على النتيجة المرغوبة.
فضلا عن ذلك، فإن النتائج تعتمد بشكل كبير على الجرّاح الذي يختاره الشخص، إذ لا بد من اختيار طبيب مختص وعلى دراية كبيرة بمشكلة فقدان الشّعر، وكذلك يُجري عمليات زرع الشّعر بانتظام.
أشياء من المهم معرفتها عن علاجات تساقط الشعر
من المهم جدا بالنسبة لكل شخص يبحث عن أفضل علاجات تساقط الشعر فهم النقاط التالية:
- ليست كل أنواع تساقط الشعر قابلة للعلاج بنفس الطريقة، الاستعانة بطبيب أمراض جلدية مختص أمر ضروري.
- يتطلب العلاج أشهر متعددة حتى تبدأ النتائج بالظهور.
- لا يوجد علاج واحد مناسب للجميع، حتى لو تعلق الأمر بشخصين يعانيان من نفس نوع تساقط الشعر.
- في بعض الأحيان يستعصي علاج تساقط الشعر، مما يتطلب استخدام علاجات مختلفة في آن واحد.
تُوَفر زيارة الطبيب في وقت مبكر عناء تجربة طرق خارجية لعلاج مشكل تساقط أو فقدان الشعر وعدم الوصول لنتيجة مرضية. لهذا، من الأسلم عدم اللجوء لأي علاج دون وصفة أو إرشاد طبي.