مع أن الأطباء ومتخصصي الأمراض الجلدية لا ينصحون عادة بصبغ الشعر أو تغيير لونه، إلا أن العديد من الأشخاص وخصوصا السيدات يرغبون في هذا. لذلك، سنشارك اليوم أهم طرق العناية بالشعر المصبوغ التي يوصي بها الخبراء.
أُعلن عن أول منتج تجاري آمن لتلوين الشعر سنة 1909 بواسطة الكيميائي الفرنسي يوجين شولر، باستخدام مادة البارافينيلين ديامين الكيميائية. اليوم، يحظى مجال صباغة الشعر بشعبية كبيرة. على سبيل المثال، بعد أن كانت فقط حوالي 7 في المائة فقط من النساء الأمريكيات صبغن شعرهن في سنة 1950، تظهر الأرقام الآن أن النسبة ارتفعت إلى 75 في المائة.
ما هو الشعر الطبيعي؟
قبل الدخول في تفاصيل المواد الكيميائية الموجودة في الصبغة وطرق العناية بالشعر المصبوغ، من المهم مراجعة الهيكل الأساسي للشعر، لأنه لكي تلاحظ تغير لون الشعر، يحتاج الشعر نفسه إلى أن يتغير بعدة طرق، وهذا ما يفسر عدم نُصح الأطباء لعملائهم بصباغة الشعر!
تتكون الشعرة من جزئين:
- الجذع: هو جزء من الشعر فوق السطح.
- الجذر: يقع الجذر تحت السطح، مثبتًا في البصيلة.
يتكون الشعر إلى حد كبير من خلايا ميتة، مع وجود عدد قليل من الخلايا الحية في قاعدة الجذر. يتكون العمود ـ الجزء المرئي من الشعرـ من البروتينات، وهي الكيراتين والميلانين.
تحتوي معظم خصلات الشعر على ثلاث طبقات:
- القشرة الخارجية
- القشرة الوسطى
- اللب الداخلي المليء بالهواء
يعتمد اللون الطبيعي للشعر على نسبة وكميات اثنين من البروتينات الأخرى وهي:
- Phaeomelanin: يعطي هذا البروتين اللون الأشقر الذهبي والأحمر.
- Eumelanin: مسؤول عن تدرجات الشعر البني إلى الأسود.
في حالة غياب أي نوع من الميلانين يصبح الشعر عادة باللون الأبيض أو الرمادي.
ما هو الشعر المصبوغ؟
هناك عدة أنواع مختلفة من صبغة الشعر، لكل نوع مكونات كيميائية متداخلة فيما بينها. تتواجد الصبغات الدائمة وشبه الدائمة والمؤقتة؛ كلما كانت الصبغة دائمة، معناه إضافة مواد كيميائية أقسى إلى الشعر وبالتالي كلما كانت الصبغة أقل ديمومية، كانت أكثر ـ أمانًا ـ للشعر.
1ـ صباغة الشعر الدائمة
تعمل الصبغة الدائمة على تجريد الشعر من لونه الطبيعي، بمجرد إزالة اللون الأصلي، يصبغ الشعر بعد ذلك باللون الذي تختاره. وسائل إزالة اللون الأصلي من الشعر هي المكونات الأكثر سمية في صباغة الشعر!
تحتوي الصبغات الدائمة على 3-6٪ بيروكسيد الهيدروجين، وعلى أصباغ مؤكسدة تتشكل أثناء تطبيق الصبغة على الشعر، لا يتلاشى هذا النوع بسرعة خصوصا عند تقليل عدد مرات غسل الشعر.
2ـ صباغة الشعر المؤقتة
الصبغات الأقل ثباتا أو الأقل ديمومية لا تجرد الشعر من لونه الأصلي 100%، في الغالب تتم إضافة الصبغة الجديدة فوقه مباشرة. يتغير اللون الأصلي للشعر مؤقتًا، دون التزام طويل الأمد. حيث يُفقد اللون الجديد مع تكرر عدد مرات غسل الشعر.
يعمل هذا النوع من الصباغة فقط على طلاء جذع الشعر دون أي تغيير كيميائي في الشعر، حيث يعود هذا الأخير إلى لونه الأصلي بعد مدة.
كيف تلون الصبغة شعرك؟
لكي تظهر نتيجة الصبغة، يجب أن تصل هذه الأخيرة والمكونات المرتبطة بها إلى قشرة الشعر. هذا يعني أن شيئا ما يجب أن يتغير في الطبقة الخارجية من الشعر. يدخل بيروكسيد الهيدروجين المكون للصبغة إلى هذه المنطقة ويتفاعل مع الكيراتين والميلانين وباقي المكونات.
يعمل البيروكسيد الهيدروجين على واجهتين؛ البيروكسيدات، وهي جزيئات الصبغة الجديدة، والميلانين لإزالة اللون الأصلي من الشعر.
ما هي العوامل التي تؤثر على كيفية عمل لون الشعر؟
يُحدث لون الشعر الطبيعي فرقًا في كيفية صباغة الشعر وأيضا نوع الشعر. عادةً ما يستغرق الشعر الخشن، وقتًا أطول لامتصاص اللون الجديد، بينما يستغرق الشعر الناعم، وقتًا أقل لامتصاص اللون. كم أنه قد يمتص الشعر الجاف أو المجعد اللون بسرعة أكبر.
قد يلعب الاختلاف بين لون الشعر الطبيعي واللون الذي يريد الشخص الحصول عليه دورًا مهما في درجة تضرر الشعر. كلما زاد الاختلاف بين اللون الأصلي للشخص ولون الصبغة، زاد الضرر! يفقد الشعر الطبيعي البروتين الخاص به، كلما كبرت درجة التفتيح الذي تتعرض له خصلات الشعر باستخدام البيروكسيد.
أهمية التعرف على أضرار الصبغة قبل الاهتمام بـ العناية بالشعر المصبوغ
يمكن أن تتسبب صباغة الشعر بتضرر الشعر في أكثر من جانب، سنشير إليها لاحقا في المقال. مع ذلك، تُختصر هذه الأضرار في ثلاث نقاط رئيسية، وهي:
- تغيير بنية طبقة قشرة الشعر.
- إزالة البروتين الطبيعي من الشعر.
- فقدان دهون الشعر الطبيعية.
بعض أبرز أضرار صبغة الشعر المشار إليها علميا
- وجود مواد كيميائية ضارة
تحتوي صبغات الشعر الدائمة على الأمونيا وبيروكسيد أو مواد كيميائية أخرى مماثلة. تخترق هذه المواد جذع الشعر، ويعادل ـ يُفَتِّح ـ البيروكسيد اللون الطبيعي للشعر ويزيله. إن عملية إرخاء فروة الشعر هذه للوصول إلى قشرة الشعر وتفتيح لونه الطبيعي هي بشكل واضح ما يجعل الشعر تالفا.
يؤدي الإفراط في صباغة الشعر بالمواد الكيميائية إلى فقدان اللمعان الطبيعي للشعر، وسهولة تكسره. بينما يمكن العناية بالشعر المصبوغ إلى حد ما باستخدام خطوات معينة، فإن الطريقة الوحيدة للتخلص من التلف الناتج عن الصباغة هي بقص الشعر!
- التعرض للحساسية
تنصح إدارة الأغذية والعقاقير FDA بإجراء فحص الجلد للتحقق من أي رد فعل تحسسي لصبغة الشعر، مع أنها تشير إلى إمكانية التعرض للحساسية بعد مدة من صباغة الشعر على الرغم من سلامة الفحص. كلما قام الشخص بصباغة الشعر كان معرضا أكثر لاحتمالية حدوث ضرر!
الأشخاص المصابون بالتهاب الجلد التماسي أو أكزيما التماس Contact dermatitis معرضون بشكل خاص للإصابة بالحساسية بسبب وجود مادة p-phenylenediamine’ PPD‘. كما أن الأشخاص المصابين بأمراض جلدية مثل الصدفية يجب عليهم الامتناع عن استخدام صبغات الشعر.
العناية بالشعر المصبوغ تستدعي الانتباه لظهور مثل هذه العلامات الدالة على حدوث رد فعل تحسسي:
- تهيج
- تورم
- ظهور قروح على فروة الرأس
- الشعور بحرقان
- تلون الجلد
قد يلاحظ الشخص رد فعل تحسسي سواء مباشرة بعد الصبغة أو بعد مرور بضعة أيام؛ إذا تعرض أي شخص لإحدى هذه العلامات، يجب اللجوء إلى المساعدة الطبية الفورية!
- التأثير على مرحلة الحمل والإنجاب
صحيح أن الأبحاث في هذا الجانب لم تكتمل بعد، مع ذلك، من الجيد الانتباه لما هو متاح حاليا.
وجدت دراسة أجريت في جامعة نورث كارولينا أن استخدام الأمهات لصبغات الشعر ـ خصوصا الصباغة المؤقتة ـ قد يزيد بشكل معتدل من خطر الإصابة بالورم الأرومي العصبي وهو سرطان يصيب غالبا الأطفال أقل من 5 سنوات.
ومع ذلك، وفي دراسة مختلفة، أشار الباحثون إلى عدم وجود ارتباط بين تغيير الحوامل للون شعرهن وتطور أورام الأطفال.
من جهة أخرى، تنبه دراسة معينة المرضى الذين لديهم تاريخ شخصي أو عائلي من الدرجة الأولى من NHL ‘سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكن’ على الحذر في استخدام صبغة الشعر.
نظرا لأن صباغة الشعر تظهر خطرا محتملا سواء أثناء الحمل أو بعده، فمن الأفضل تجنبها، سواء للعاملات في مجال التجميل أو باقي السيدات.
من الأفضل دائما استشارة طبيب أمراض النساء قبل صباغة الشعر.
- حدوث التهاب في العينين
للأسف، قد لا تنتبه السيدات والرجال أيضا لمدى خطورة المواد الكيميائية الموجودة في صبغات الشعر. على الرغم من تساءل الكثيرين عن كيفية العناية بالشعر المصبوغ إلا أن الجانب الأساسي هو كيفية الحماية من الصبغة بحد ذاتها.
قد يؤدي عدم توخي الحذر عند صبغ الشعر إلى ملامسة المواد الكيميائية لوجه الشخص وفي معظم الحالات، تصل هذه المواد لعيني الشخص. هذا التلامس يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالتهاب الملتحمة أو العين الوردية.
أبرز الاحتياطات التي يجب اتخاذها أثناء صبغ شعرك
- تجنب استخدام صبغة الشعر الدائمة قدر الإمكان.
- إجراء اختبار الجلد قبل صبغ الشعر.
- اللجوء إلى شخص محترف للحصول على الصبغة الجديدة.
- استخدام منتجات من علامات تجارية موثوقة.
- اتباع جميع الإرشادات الموجودة على ملصق الصبغة.
- إبعاد صبغات الشعر عن العين والوجه كاملا.
- تنظيف فروة الرأس جيدًا بالماء بعد صبغ الشعر.
كيفية العناية بالشعر المصبوغ
الهدفان الرئيسيان لـ العناية بالشعر المصبوغ هما حماية الشعر من التلف وجعل اللون الجديد يدوم لفترة أطول. غالبا ما تحتوي ألوان الشعر على مكونات مثل الأمونيا، وبيروكسيد الهيدروجين، والفينيلين ديامين التي تجرد الشعر من الرطوبة الطبيعية، وهذا يجعله جافًا وهشًا.
بدون رعاية مناسبة، فإن الشعر المصبوغ سيصبح عرضة للتلف.
فيما يلي بعض النصائح لـ العناية بالشعر المصبوغ بشكل أفضل:
حسب دراسة أجريت عام 2018، فإن صبغات الشعر التي تحتوي على مكونات مرطبة بنسبة أكبر قد تقلل الضرر الناتج عن صبغ الشعر.
توصي الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية باتباع النصائح التالية لـ العناية بالشعر المصبوغ والحفاظ على صحة الشعر.
- استخدام شامبو مُصمم خصيصا للشعر المصبوغ.
- البقاء ضمن ثلاث درجات من اللون الطبيعي للشعر.
- حماية الشعر من أشعة الشمس.
- عدم استخدام علاجات الشعر الكيميائية ـ البروتين، فرد الشعر.. ـ مباشرة بعد الصبغة.
- استخدام بلسم الشعر بعد كل غسلة.
- اختيار منتجات الشعر المناسبة لنوعية الشعر.
مع أن بعض الأشخاص قد يلجؤون إلى البدائل الطبيعية لصباغة الشعر، إلا أنها أيضا قد تحتوي على أضرار. وفقًا لدراسة قام بها الباحثون سنة 2019 فإن صباغة الشعر بالحناء مثلا أتلفت الشعر، مع العلم أنه تم إجراء الدراسة على شعر الماعز بدلا من شعر الإنسان.
العناية بالشعر المصبوغ ترتبط باتخاذ الاحتياطات المناسبة قبل وبعد صباغة الشعر. مع ذلك، وحسب الأطباء فالابتعاد عن تلوين الشعر بالأساس هو الحل لحماية الشعر وضمان صحته لوقت أطول.