تتوفر العديد من علاجات تساقط الشعر الفعالة التي تساعد على التقليل من تساقطه ولم لا إعادة نموه. من بين أشهرها؛ هو دواء البروبيشيا أو مثلما يعرف باسمه الطبي فيناسترايد.
هذا الدواء الشائع لعلاج تساقط الشعر عند الرجال والمعتمد من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.
المعروف عن هذا الدواء الفموي، أنه يعمل على إبطاء تساقط الشعر ويحفز نمو الشعر الجديد من خلال تثبيطه لإحدى الهرمونات التي تدمر بصيلات الشعر. فضلا عن ذلك، قد يصفه الأطباء إلى جانب دواء المينوكسيديل لأجل إعطاء نتائج أفضل.
لكن ما هي أشهر الأسئلة المتداولة حول البروبيشيا؟ هذا ما ستعرفه في هذا المقال.
ما يجب معرفته عن البروبيشيا
في جوان الماضي، طلبت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الكشف عن أن البروبيشيا قد يزيد من خطر الإصابة بالإكتئاب أو السلوك الانتحاري لدى الرجال الذين يتناولونه.
جاء هذا بعدما وافقت سابقا هذه الهيئة على الملصقات التي تذكر مخاطر استمرار الخلل الجنسي والاكتئاب فقط دون الانتحار. لكن وبناء على تقارير المرضى عن السلوك الانتحاري عند تناولهم لهذا الدواء (أكثر من 700 تقرير)، تقول هيئة الغذاء والدواء الأمريكية “أن الأمر يتطلب إضافة السلوك الانتحاري” إلى ردود الأفعال السلبية على ملصقات البروبيشيا.
إليك أشهر الأسئلة المتداولة حول البروبيشيا
أدناه، ستكون أشهر الأسئلة المتداولة حول هذا الدواء:
هل يمكن للنساء استخدام البروبيشيا؟
لا، لا يستخدم البروبيشيا لعلاج تساقط الشعر عند النساء ولا الأطفال.
ضمن أي فئة من الأدوية مصنف البروبيشيا؟
البروبيشيا موجود في فئة من الأدوية تدعى مثبطات مختزلة 5-ألفا.
هل يمكن تناول البروبيشيا بمفرده؟
فيما يخص طريقة طريقة تناوله فيمكن تناول هذا الدواء مع أو بدون طعام.
كم يستغرق ظهور نتائج البروبيشيا؟
من الطبيعي أن يتساءل المرضى عن الوقت الذي يستغرقه ظهور النتائج؛ والجواب هو أن نتائج البروبيشيا عند استخدامه لعلاج تساقط الشعر تظهر في مدة 3 أشهر على الأقل.
هل نتائج العلاج بالبروبيشيا دائمة؟
لا، استمرار نمو الشعر مرتبط بالاستمرار في تناول هذا الدواء فقط؛ بمعنى أن الشعر الجديد ستسقط بعد التوقف عن أخذ البروبيشيا ويكون ذلك في غضون عام واحد.
الآثار الجانبية للبروبيشيا
في مقالاتنا السابقة تطرقنا إلى الآثار الجانبية للبروبيشيا من الأقل إلى الأكثر شيوعا، لكن من بين أبرزها هي ما يعرف بمتلازمة ما بعد الفيناسترايد.
وهذا ما سنستعرضه في الفقرات التالية عن أشهر الأسئلة المتداولة حولها.
ما هي متلازمة ما بعد الفيناسترايد؟
تُعرف متلازمة ما بعد الفيناسترايد (PFS) بأنها مجموعة الآثار الجانبية الضارة التي تظهر في الأعراض السريرية، وتتطور أيضا وتستمر في المرضى أثناء أو بعد التوقف عن العلاج بالبروبيشيا لدى الرجال الذين يعانون من تساقط الشعر، أو حتى تضخم البروستاتا الحميد.
ما هي هذه الآثار الجانبية لمتلازمة ما بعد الفيناسترايد؟
بحسب دراسة فإن الآثار الجانبية الخطيرة التي تشملها متلازمة ما بعد الفيناسترايد تتمثل في:
- الآثار جنسية.
- العصبية.
- الجسدية.
- العقلية.
وقد أبلغ عددا من الرجال عن معاناتهم من آثار جانبية مستمرة. مع ذلك ولحد الآن لا توجد علاجات فعالة قائمة على الأدلة لهذه المتلازمة.
هل هذه المتلازمة حقيقة ناجمة عن استخدام البروبيشيا أم أنها فقط مجرد مصادفة؟
جميع الأدلة التي لوحظت في جميع الدراسات أثبتت أن استخدام البروبيشيا مرتبط بتطور الخلل الوظيفي الجنسي، حتى أنه من الممكن أن يستمر في عدد من الرجال وذلك بصرف النظر عن العمر أو الجرعة أو مدة الدراسة.
كم عدد الرجال الذين يتناولون البروبيشيا يعانون من متلازمة ما بعد الفيناسترايد؟
الشيء المؤكد هو أن مجموعة من الرجال الذين يتناولون بروبيشيا يطورون هذه المتلازمة. علاوة على ذلك، فإن 1٫2% من الرجال من الذين تناولوا هذا الدواء لمدة 206 يوم أو أكثر (وتتراوح أعمارهم ما بين 16 و 42 عاما)، وبالرغم من أنه لم يكن يعانون من أي ضعف جنسي في السابق.
ومع ذلك فقد أصيبوا بضعف الانتصاب المستمر واستمر بمتوسط 4,2 سنوات بعد الإقلاع عن الدواء. بشكل عام كلما طالت مدة استخدام الفيناسترايد لدى الرجال كلما زادت احتمالية إصابتهم بضعف الانتصاب المستمر.
وكذلك فالرجال الذين يتناولون فيناسترايد لمدة 205 يوما أو أقل، يعتبرون أقل عرضة للإصابة بضعف الانتصاب المستمر بخمس مرات تقريبا مقارنة بأولئك الذين يتناولونه لمدة تقل عن 205 يوما.
وهذه بعض الأرقام المُبَلّغ عنها فيما يخص هذه المتلازمة:
- أكثر من 6100 اضطرابات إنجابية.
- 4100 اضطراب نفسي.
- 3400 اضطراب عصبية.
- 3100 اضطرابات جلدية.
لماذا تقتصر الإصابة بمتلازمة ما بعد الفيناسترايد على بعض الرجال في حين لا يعاني البعض الآخر من أي مشاكل مع هذا الدواء؟
لحد الساعة لم يحدد الأطباء العوامل الجينية أو غيرها التي تكون سببا في تطوير هذه الحالة. مع ذلك فإن الرجال من هم في أواخر سن المراهقة والعشرينات وكذلك الثلاثينيات يعتبرون الأكثر عرضة لهذه المتلازمة.
هل من علاجات لمتلازمة ما بعد الفيناسترايد؟
لا، لا يوجد علاج لهذه الحالة إذ لا يزال المجتمع الطبي لم يدرك بعد هذه المتلازمة ولا توجد أي تدابير محددة لعلاج هذه الأعراض.
هل هناك حالات شفيت تماما من الآثار الجانبية لبروبيشيا؟
لا وجود لتقارير علمية تثبت استعادة المرضى الذين تناولوا بروبيشيا لصحتهم كاملة. لكن القليل من المرضى فقط من أبلغوا عن شعورهم بتحسن بنسبة 80%، أو 90%، أو حتى 99% في مدة تتراوح ما بين سنة إلى خمس سنوات.
أما بعض المرضى فقد أبلغوا أنهم أصبحوا أكثر استقرار وتعلموا كيفية التعامل بشكل أفضل مع الحالة من سنة إلى 3 سنوات، لكن من دون استعادة صحتهم كاملة.
ومع ذلك فقد أبلغت أقلية صغيرة من المرضى عن زيادة شدة الأعراض مع مرور الوقت وبالأخص منها الآثار النفسية.
للتخلص من الآثار الجانبية النفسية لبروبيشيا قد يصف الأطباء مضادات الإكتئاب فهل هي آمنة؟
في الحقيقة أن استخدام مضادات الإكتئاب نخص بالذكر مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، اعتُبر كعامل خطر لتطوير ضعف الانتصاب المستمر.
كما أنه لا توجد دراسات تشير إلى فعالية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، ولا حتى مضادات الإكتئاب الأخرى لعلاج متلازمة ما بعد الفيناسترايد.لذا فقد يكون هذا النوع من الاكتئاب صعبا للغاية ويتطلب تجارب كثيرة للحصول على علاج فعال لهذه الحالة.
إليك هذه المعلومات حول مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI)
ما سيندرج أدناه هي معلومات عامة حول هذه المثبطات:
ما هي مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ؟
مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (تدعى “انتقائية” لأن تأثيرها الرئيسي يكون على السيروتونين فقط دون النواقل العصبية الأخرى) هي واحدة من بين مضادات الاكتئاب الأكثر شيوعا والتي يعتمدها الأطباء.
هذه المضادات لها القدرة على تخفيف أعراض الاكتئاب المتوسط إلى الحاد.أما بالنسبة لمدى سلامتها فهي تعتبر آمنة نسبيا، فضلا عن أن آثارها الجانبية تعتبر أقل مقارنة مع مضادات الاكتئاب الأخرى.
آلية عمل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية
تتمثل آلية عمل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية في كونها تعالج الإكتئاب، من خلال زيادة مستويات أحد الناقلات الكيميائية العصبية في الدماغ تدعى هذه الناقلات بالسيروتونين.
كيف ذلك؟
تعمل هذه المثبطات على منع عملية الخلايا العصبية من استرداد السيروتونين، هذا ما يسمح بمنح المزيد من السيروتونين لنقل الرسائل بين الخلايا العصبية.
الآثار الجانبية لهذه المضادات
هذه بعض الآثار الجانبية التي تسببها مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية:
- الغثيان وكذلك القيء أو الإسهال.
- الدوخة.
- الصداع.
- النعاس.
- مشكلات جنسية.
- جفاف الفم.
- الأرق.
- العصبية.
- التأثير على الشهية.
يُذكر أن هذه الآثار قد لا يتعرض إليها بعض الأشخاص، والبعض الآخر قد تزول هذه الآثار بمجرد مرور الأسابيع القليلة الأولى من العلاج.في حين أن فئة أخرى من المرضى قد تضطر لتجربة أدوية أخرى.
هذه هي مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية المعتمدة
فيما يلي قائمة تضم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية:
- باروكسيتين.
- سيرترالين.
- سيتالوبرام.
- فلوكسيتين.
- إسيتالوبرام.
إذا كان المريض لا يعاني من أي آثار لمتلازمة ما بعد الفيناسترايد أثناء تناوله لهذا الدواء، فهل يمكن تطويرها بعد الإقلاع عنه؟
هناك فئة ضئيلة من المرضى الذين أبلغوا عن تطويرهم لمتلازمة ما بعد الفيناسترايد فقط بعد توقفهم عن استخدام الدواء. أيضا فئة أخرى من المرضى قد أبلغت عن معاناتها من هذه الأعراض، والتي تزداد سوءا بعد تركهم للدواء. بشكل عام فإن خطر تطوير هذه المتلازمة يزداد بزيادة مدة تناول البروبيشيا.
أيهما أكثر خطورة ترك البروبيشيا أم الاستمرار في تناوله؟كذلك هل يتوقف عنه المريض فجأة أم بشكل تدريجي؟
يتخلص الدم من الدواء في مدة تتراوح ما بين 4,8 إلى 6 ساعات، ومع ذلك فهو يبقى نشطا لفترة أطول ذلك لأنه يرتبط بشكل دائم بالإنزيم المستهدف وهو مختزلة ألفا -5.
علاوة على هذا، بعد التوقف عن تناول البروبيشيا يصبح الجسم مطالبا بإنتاج جزيئات مختزلة ألفا -5 جديدة لتحل محل تلك التي تم تثبيطها من قِبَل البروبيشيا.
ناهيك عن ذلك، فإن التوقف التدريجي عن تناول البروبيشيا لا يشكل أي أفضلية مقارنة بالتوقف المفاجئ عنه. بالمقابل يصاب عدد من المرضى بمتلازمة ما بعد الفيناسترايد بعد أيام قلائل فقط من التوقف عن أخذه، قد تكون هذه إشارة إلى أن التوقف التدريجي بعد أكثر أمانا من ذلك المفاجئ.
ومع ذلك، يبقى من المهم الإحاطة علما أنه لا أحد يعرف أيهما أكثر أمانا التوقف التدريجي أم المفاجئ.
هل يمكن للنساء أن تعاني من متلازمة ما بعد الفيناسترايد؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال ومع أننا أسلفنا أعلاه أن البروبيشيا لا تستخدمه النساء ولا حتى الأطفال، ومع ذلك كنا قد ذكرنا في مقالات سابقة أن النساء قد يستخدمن البروبيشيا في حال لم ينجح معهن المينوكسيديل.
وجواب سؤالنا هو؛ نعم هناك عدد من النساء اللواتي أبلغن عن معاناتهن من نفس أعراض متلازمة ما بعد الفيناسترايد التي يعاني منها الرجال كنتيجة مباشرة لتناولهن البروبيشيا.
هذه كانت أبرز الأسئلة التي تخص متلازمة ما بعد الفيناسترايد.
هل يمكن أن يؤثر البروبيشيا على خصوبة الرجال؟
نعم يمكن للبروبيشيا التأثير على خصوبة الرجال حتى لو كانت الجرعات منخفضة، حيث يؤدي هذا الدواء إلى التقليل من عدد الحيوانات المنوية وتركيزها كذلك، وأيضا حركتها وهو ما يمكن أن يتسبب في العقم عند بعض الرجال.
تتحسن نوعية الحيوانات المنوية بشكل كبير بعد التوقف عن تناول البروبيشيا.كما أنه عند معظم الرجال وليس الكل تعود الحيوانات المنوية إلى طبيعتها بعد التوقف عن الدواء بحسب ما جاء في دراسة نُشرت عام 2013.
هذه كانت أشهر الأسئلة المتداولة حول البروبيشيا،وننصح طبعا إذا وصفه الطبيب لعلاج تساقط الشعر بمناقشة كل ما يتعلق بهذا الدواء للحصول على أفضل النتائج الممكنة وكذلك تجنب آثاره الضارة.