بالرغم من أن تساقط الشعر لا يعد مشكلة تهدد حياة الشخص، إلا أنه لا مناص من القول بأنه يُعد مُشكلا تجميليا يؤثر على نفسية الشخص الذي يعاني منه.
يسبب هذا الأمر إحراجا للأشخاص الذين يعانون منه، سيما إذا ما تعلق الأمر بوجود فراغات في الشعر، هذه الأخيرة هي ما قد تضطر المرأة للبحث في كل مرة عن تسريحات شعر معينة بغرض تغطية هذه الفراغات وعدم التعرض للإحراج.
إلا أن الوعي بالأسباب التي تقف وراء حدوث هذه الفراغات في الشعر، تعد من بين أولى الخطوات التي تساعد الشخص على الحصول على علاج فراغات الشعر المناسب واستعادة شعره من جديد.
فما هي إذن طرق علاج فراغات الشعر؟
في العادة يتطور تساقط الشعر بشكل تدريجي، فقد يكون في مناطق محددة من فروة الرأس دون المناطق الأخرى. وهو الأمر الذي يتسبب في حدوث فراغات في الشعر، كما قد يكون منتشرا في كل مكان من فروة الرأس.
كيف تظهر علامات فراغات الشعر؟
يمكن أن تظهر فراغات الشعر بعدة طرق ومن علاماتها، ما يلي:
- ترقق تدريجي لشعر فروة الرأس.
- ظهور بقع صلعاء تنمو ببطء.
- انحسار خط الشعر كما أنه يصبح أكثر بروزا مع مرور الوقت.
- اتساع الجزء الذي تساقط به الشعر.
كما أنه يمكن لهذه العلامات أن تكون خفية ولا يمكن ملاحظتها بسهولة، إذ هناك احتمال أن يعاني الشخص من تساقط الشعر لأشهر وأحيانا لسنوات قبل أن يلاحظ ذلك.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى فراغات الشعر؟
تتعدد الأسباب التي تؤدي لحدوث فراغات في الشعر ومنها ما يلي:
1. تساقط الشعر الوراثي
يُعد هذا النوع من تساقط الشعر أكثر أنواع تساقط الشعر شيوعاً في العالم. كما أنه يصيب كل من الرجال والنساء ويُطلق عليه الصلع الوراثي، والسبب في ذلك يعود لكون الشخص قد ورث الجينات التي تتسبب في تقلص بصيلات الشعر.
يسمى هذا النوع من الصلع عند النساء بتساقط الشعر ذو النمط الأنثوي، أما عند الرجال فيطلق عليه بتساقط الشعر ذو النمط الذكوري. من علاماته عند النساء هي الترقق العام أو اتساع الجزء، في حين أنه بالنسبة للرجال فغالبا ما تكون انحسار خط الشعر، أو ظهور بقعة صلعاء في الجزء العلوي من الرأس.
2. التقدم في السن
يلاحظ معظم الناس مع التقدم في العمر تساقط جزء من الشعر، وهذا راجع إلى تباطؤ نمو الشعر حيث في مرحلة ما تتوقف بصيلات الشعر عن النمو، مما يؤدي إلى ترقق شعر فروة الرأس.
علاوة على ذلك، فإن خط الشعر عند النساء يبدأ في الانحسار بشكل طبيعي، ناهيك عن فقدان الشعر للونه.
3. التعرض للضغوطات الجسدية أو النفسية
كثرة الضغوطات النفسية أو الجسدية يمكن أن تكون أحد أسباب حدوث فراغات في الشعر، لأن هذا النوع من الضغوطات يؤدي إلى تساقط نصف إلى ثلاثة أرباع فروة الرأس.
يدعى هذا النوع من التساقط: بـ تساقط الشعر الكُربي حيث أن الشعر يتساقط على شكل حفنات عند غسله بالشامبو أو تمشيطه. كما أنه من المحتمل ألا يُلاحظ هذا التساقط إلا بعد مرور أسابيع أو أشهر من التعرض للضغوطات. في العادة يكون تساقط الشعر الكربي مؤقتا، إلا أنه أحيانا قد يصبح مزمنا.
هذه بعض الأمثلة عن الضغوطات النفسية والجسدية التي تتسبب في تساقط أجزاء من الشعر:
- الولادة.
- حمى أو عدوى شديدة.
- جراحة كبيرة أو حدوث نزيف مفاجئ.
- الحميات الغذائية القاسية، وبالأخص تلك لا تحتوي على كمية كافية من البروتين.
- التعرض للصدمات مثل فقدان شخص عزيز، أو الطلاق…
4. الثعلبة البقعية
الثعلبة البقعية تعد من بين أكثر الأسباب التي تؤدي إلى حدوث فراغات في الشعر، ويتطور داء الثعلبة عندما يهاجم جهاز المناعة بصيلات الشعر، مما يتسبب في تساقط الشعر في أي مكان من الجسم (الرموش، الحواجب، شعر الأنف…) وليس فقط شعر فروة الرأس.
كما أن العديد من الأشخاص الذين يصابون بالثعلبة البقعية يصابون ببقعة صلعاء بيضاوية أو مستديرة في فروة رأسهم.
علاوة على ذلك، يمكن للشعر أن ينمو من جديد من دون علاج. مع ذلك، فإن هذا الشعر الجديد من المحتمل أن يتساقط مرة أخرى، كما أنه قد لا يتساقط أيضا.
5. الاضطرابات الهرمونية
تعد متلازمة تكيس المبايض عند النساء أكثر الأسباب شيوعا لحدوث اضطرابات هرمونية، حيث يؤدي هذا التكيس إلى تساقط الشعر.
كما أن التوقف عن تناول حبوب منع الحمل قد يتسبب في حدوث خلل هرموني مؤقت، هذا الأخير هو ما يؤدي إلى ترقق الشعر أو تساقطه في فروة الرأس ما يمكن أن يؤدي لحدوث فراغات الشعر.
6. عدوى فروة الرأس
عدوى فروة الرأس قد تؤدي أحيانا إلى ظهور مناطق متقشرة وملتهبة في الرأس. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه العدوى قد تكون سببا في إصابة بعض الأشخاص ببقع صلعاء في فروة الرأس.
7. العلاجات الكيمياوية
إلى جانب ما سبق، فإن تلقي العلاج الكيميائي أو الإشعاعي سواء كان ذلك على مستوى الرأس أو حتى الرقبة، فإنه قد يؤدي إلى فقدان كل أو معظم شعر فروة الرأس، وذلك في غضون أسابيع قليلة فقط من بدء العلاج.
أسباب أخرى لظهور فراغات الشعر
على سبيل المثال:
- فقر الدم.
- الإصابة بحروق.
- العناية المفرطة بالشعر مثل الاستخدام المفرط للشامبو، والصبغة، كريمات الشعر…
- تسريحات الشعر التي تشده من جذوره مثل تسريحة ذيل الحصان.
- عادة نتف الشعر.
- أمراض الغدة الدرقية.
ما هي طرق علاج فراغات الشعر؟
قبل وصف العلاج لا بد من أن يخضع المريض لتشخيص لمعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى حدوث فراغات في الشعر، ناهيك عن تحديد حجم الفراغات وامتدادها، لوصف علاج فراغات الشعر المناسب.
مع أنه يمكن للشعر أن ينمو من تلقاء نفسه، إلا أن الطبيب المختص قد يوصي بعلاجات، وذلك لمساعدة الشعر على النمو بسرعة أكبر. كما أنه وفي أحيان أخرى قد يكون العلاج ضرورة حتمية لمنع المزيد من التساقط.
تعرف على بعض علاجات فراغات الشعر:
1ـ المينوكسيديل:
منذ عقود اُستخدم المينوكسيديل كعلاج للمشاكل المتعلقة بتساقط الشعر على غرار داء الثعلبة، اضطرابات جذع الشعر… وذلك بالنظر لمساهمته في تعزيز نمو الشعر حتى في مناطق غير فروة الرأس مثل الحاجبين واللحية، بالإضافة إلى التقليل من تساقطه.
لهذا يُمكن اللجوء للمينوكسيديل كأحد الخيارات لـ علاج فراغات الشعر ، ففي تجربة سريرية اُستخدم فيها المينوكسيديل الموضعي بتراكيز مختلفة على أشخاص يعانون من داء الثعلبة، لوحظ فيها زيادة كبيرة في كثافة الشعر.
ومع ذلك، يجب أن يستمر العلاج إلى أجل غير مسمى. لأن التوقف عن استخدام المينوكسيديل، يؤدي إلى تساقط الشعر مجددا في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر.
كما تجدر الإشارة، إلى أنه ينبغي تجنب استخدام مينوكسيديل أثناء فترة الحمل والرضاعة.
استخدام مينوكسيديل لدى المرضى الذين يخضعون لعلاج كيميائي:
استُخدِم المينوكسيديل طوال فترة العلاج الكيميائي ولمدة تصل إلى 4 أشهر بعد العلاج، وطُبّق 1٫5 مل من مينوكسيديل 5% مرتين يوميا ولم يكن هناك إعادة نمو مُرضية للشعر بعد ستة أشهر من العلاج، إذ لم يتم إثبات الفعالية الحقيقية لمينوكسيديل الموضعي في علاج تساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي.
ومع ذلك، يمكن أن تكون جرعة منخفضة من مينوكسيديل الفموي (1 مغ يومياً) علاجا محتملا لتساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي، وهذا ما أثبتته حالة مريض مصاب بسرطان الدم النخاعي حيث لوحظ زيادة نمو الشعر في 6 أسابيع.
2ـ فيناسترايد:
فيناسترايد هو الآخر من بين الخيارات المتاحة، كون هذا الدواء معتمد من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بعدما أثبت فعاليته في علاج تساقط الشعر عند الرجال، حيث يعمل فيناسترايد على:
- إبطاء تساقط الشعر.
- تحفيز نمو الشعر الجديد.
وذلك من خلال تناول حبة واحدة يوميا. بالنسبة للنتائج، فإنه في العادة يستغرق الأمر حوالي 4 أشهر حتى يمكن ملاحظة التحسن.
علاوة على ذلك، فإن فيناسترايد يميل لأن يكون أكثر فعالية إذا ما استُخدِم في وقت مبكر من ملاحظة فراغات الشعر. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشخص سيكون بحاجة للإستمرار بتناوله لمواصلة الحصول على النتائج.
ذلك لأنه وعلى غرار مينوكسيديل فبمجرد التوقف عن تناوله سيتساقط الشعر من جديد.
3ـ حقن الكورتيكوستيرويد:
حُقن الكورتيكوستيرويد هي الأخرى تساعد على علاج فراغات الشعر، حيث يحقنها الطبيب المختص في المناطق التي تعاني من فراغات الشعر أو حتى تلك التي تعاني من ترقق الشعر.
كما أن المريض سيضطر للعودة إلى الطبيب المختص لتلقي حقن الكورتيكوستيرويد، لأن هذه الأخيرة تُعطى في العادة كل 4 إلى 8 أسابيع حسب الحاجة.
إلى جانب ما سبق، فإن علاج فراغات الشعر هذا يعد من أكثر العلاجات فعالية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الثعلبة البقعية، فوفقا لأكاديمية أطباء الجلد الأمريكية، قد أُجريت دراسة على 127 مريضا يعانون من داء الثعلبة البُقعية، وأظهرت النتائج أن أكثر من 80% ممن عولجوا بهذه الحقن قد نما نصف شعرهم على الأقل في غضون 12 أسبوعا.
4ـ العلاج بالليزر:
يمكن علاج فراغات الشعر بالليزر من خلال نوعين منه:
1. استخدام الليزر في المنزل:
العلاج بالليزر في المنزل يكون متوفرا في شكل أجهزة (قد تكون أغطية، أو أمشاط الليزر…) ومع أن الدراسات قليلة بالنسبة لـ علاج فراغات الشعر هذا إلا أن النتائج واعدة.
في دراسة أجريت على 200 رجل وامرأة ممن يعانون من تساقط الشعر الوراثي، استخدموا فيها مشط شعر بالليزر لمدة 3 مرات في الأسبوع ولمدة 26 أسبوعا.
خلُصت النتائج إلى أن بعض المرضى قد لاحظوا امتلاء شعرهم وزيادة كثافته، ومع ذلك، لا بد من إدراك أنه ليس جميع الأشخاص الذين استخدموا الليزر المنزلي قد رأوا نموا جديدا للشعر.
لذا، فالأمر لا يزال بحاجة لمزيد من الدراسات لمعرفة من هم أكثر الأشخاص الذين من المرجح أن يستفيدوا من هذا العلاج، بالإضافة إلى التأكد ما إذا كانت هذه الأجهزة تسبب آثارا جانبية على المدى البعيد.
2. العلاج بالليزر منخفض المستوى:
أيضا يمكن اللجوء للعلاج بالليزر منخفض المستوى للتخلص من مشكل فراغات الشعر، لأن الدراسات تشير إلى أن استخدام الليزر منخفض المستوى يساعد على علاج:
- تساقط الشعر الوراثي.
- داء الثعلبة.
- تساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي.
كما أن هذا النوع من العلاج يعد آمنا وغير مؤلم، إلا أنه يتطلب جلسات عديدة، فقد يتطلب الأمر عدة جلسات في الأسبوع ولعدة أشهر حتى يتمكن المريض من رؤية القليل من نمو الشعر.
كانت هذه بعض العلاجات المتاحة لـ علاج فراغات الشعر، مع أنه لازالت هناك خيارات أخرى متوفرة، والتي قد يوصي بها الطبيب المختص على غرار عمليات زراعة الشعر، الوخز بالإبر، البلازما الغنية بالصفائح الدموية، بعض الفيتامينات… فلا يسعنا ذكرها كلها.
كما أننا لا نوصي باستخدام أي علاج فراغات الشعر من دون أي استشارة مُسبقة للطبيب المختص، لأنه هو الوحيد المُخوّل له تحديد العلاج المناسب لكل شخص.
مع توفر هذا الكم من العلاجات، يمكن معالجة فراغات الشعر مع الأخذ بعين الاعتبار أنه قد يكون هناك حاجة لتجربة أكثر من علاج للحصول على النتائج المرغوبة.
علاوة على هذا، ينبغي للمريض مناقشة الآثار الجانبية لكل علاج فراغات الشعر لتجنب أي مخاطر ومضاعفات محتملة.