مثلما نجري فحوصات منتظمة لصحتنا، نحتاج أيضا إلى فحوصات تشخيص تساقط الشعر.
مشكل تساقط الشعر هو اضطراب يحدث للرجال وللنساء على حد سواء، بالرغم من أن معظم حالات فقدان الشعر لدى الرجال ترجع للعامل الوراثي مما يسبب الصلع الذكوري، فإن مسببات تساقط الشعر في حالة النساء، تكون نتاج العديد من العوامل والتغيرات الجسدية والنفسية أيضا.
يفضل إجراء فحوصات تشخيص تساقط الشعر لفهم السبب الحقيقي لهذا الاضطراب دون تضييع الكثير من الوقت والمال في علاجات ثانوية.
لماذا الاهتمام بإجراء فحوصات تشخيص تساقط الشعر؟
الأمر غير مرتبط فقط بفقدان الشعر؛ من خلال فحوصات تشخيص تساقط الشعر، يمكن معرفة ما يحتاجه وما إذا كان قد فقد حيويته.
وفقًا للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، فإن الخطوة الأولى في إيجاد علاج فعال لتساقط الشعر تبدأ باكتشاف سبب تساقط شعرك.
التشخيص المسبق، يساعد في الكشف عن المشاكل الصحية التي قد تسبب تساقط الشعر، وهكذا في كل حالة سيقدم الطبيب العلاجات المناسبة وفقا لنتائج الفحوصات.
يحصل الناس على شعر حيوي وصحي كلما تناسب العلاج مع الأسباب الحقيقية للمشكل. يمكن لـ فحوصات تشخيص تساقط الشعر القضاء على احتمال حدوث اضطرابات معينة تسبب تساقط الشعر.
من المهم أن تتذكر أن التشخيص الصحيح لتساقط الشعر هو أول خطوة للتخلص منه.
تحيلنا هذه النقطة للنصيحة الطبية التي تؤكد على أهمية تجنب أي علاجات عشوائية لم يقدمها لك طبيبك الخاص. يتأثر الشعر بالوصفات ومنتجات العناية بالشعر المستخدمة دون إرشاد طبي.
يتمتع أطباء الجلد بخبرة في التعرف على علامات تساقط الشعر، سواء كان السبب وراثيًا أو طبيًا أو بيئيًا. يقوم معظمهم أولا بتقييم نمط تساقط الشعر بصريا لأخذ فكرة عن نوع التساقط الشعر ومن ثم يؤكدون تشخيصهم باستخدام تقنيات متقدمة.
في أغلب الحالات، يوصى بإجراء فحص دم أو أخذ خزعة من فروة الرأس إذا اشتبه طبيبك في أن حالة طبية كامنة قد تسبب تساقط الشعر. يمكن إجراء فحوصات تشخيص تساقط الشعر التي سنذكرها في عيادة طبيب الأمراض الجلدية الخاص بك.
كيف يكتشف أطباء الجلد سبب تساقط الشعر؟
لتحديد سبب تساقط شعرك بدقة، يبدأ طبيب الأمراض الجلدية بجمع المعلومات. قد يسألك طبيبك عما يلي:
- هل يتساقط شعرك بشكل ملحوظ؟ أم تساقط خفيف؟
- ما هي المدة التي يحدث فيها تساقط شعرك؟
- تاريخ عائلتك مع تساقط الشعر. هل يعاني أي قريب لك من تساقط الشعر؟
- ما هي عادات تصفيف الشعر الخاصة بك؟
- سبق لك ولجئت لأي علاجات كيميائية لتغيير شعرك؟
- عانيت من أي طفح جلدي مؤخرا، مثل السعفة؟
- هل تتناول أدوية مميعة للدم أو أدوية التهاب المفاصل أو الاكتئاب…؟
- أصبت من قبل بالسرطان؟
- كيف هو نظامك الغذائي؟
في بعض الأحيان، يحتاج طبيب الأمراض الجلدية الخاص بك إلى مزيد من المعلومات. لهذا يلجأ العديد منهم إلى فحوصات تشخيص تساقط الشعر قبل تقديم أي علاج.
ما هي أبرز فحوصات تشخيص تساقط الشعر؟
1ـ الاختبار البدني
يقوم الاختبار البدني بشكل عام على فحص فروة رأس المريض للتحقق من وجود أن نوع من التهابات الواضحة بالعين المجردة أو احمرار أو تقرحات أو تندب.
الغاية من هذا الفحص، هي النظر عن قرب إلى الشعر لتحديد مقدار التساقط ونمط تساقطه والمشاكل الأخرى المصاحبة للتساقط مثل تلف الشعر وتكسره.
أثناء الفحص البدني، يلجأ الطبيب إلى إجراء اختبارات سريعة لمعرفة المزيد عن صحة الشعر. قد تشمل فحوصات تشخيص تساقط الشعر ما يلي.
2ـ اختبار السحب أو الشد
يقيس هذا الاختبار البسيط شدة تساقط الشعر. يمسك الطبيب بيده الأولى جذر الخصلة والثانية بطرفها، ثم يقوم بالسحب ليرى ما إذا كانت هناك أي خصل تنكسر في المنتصف. يقدم هذا الاختبار لطبيب الأمراض الجلدية معلومات حول هشاشة خصلات الشعر وضعفه.
تتحدد شدة تساقط الشعر بعدد الشعيرات التي تخرج عند سحبها من مكانها.
قد يعني هذا أن لديك أحد الأنواع التالية من تساقط الشعر:
1ـ تساقط الشعر الكربي، يفقد المريض شعره في مجمل فروة الرأس، وهذا يعود إلى توقف دورة إنتاج الشعر في الجسم.
2ـ تساقط الشعر السريع الناتج عن العلاج الطبي anagen effluvium.
3ـ متلازمة طور التنامي الرخو، مرتبطة غالبا بالأطفال الصغار، حين لا تكون خصلاتهم قوية ومتجذرة في بصيلات الشعر.
4ـ الصلع الوراثي المبكر، المعروف باسم “تساقط الشعر الذكوري” أو “تساقط الشعر الأنثوي”.
5ـ داء الثعلبة المتقدم، وهو مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم الأنسجة السليمة، بما في ذلك بصيلات الشعر.
إذا كانت نتيجة اختبار شد الشعر تشير إلى وجود تساقط الشعر النشط، فإن الخطوات التالية هي الكشف عن سبب ذلك. في بعض الحالات، يمكن ربط تساقط الشعر بأسباب أساسية معروفة وقد يتطلب هذا إجراء اختبارات أخرى لتقديم التشخيص المناسب.
أسباب تساقط الشعر الأساسية قد تشمل:
- الحالات الطبية، مثل المرض أو العدوى.
- الاختلالات الهرمونية.
- نقص الفيتامينات.
- عوامل وراثية.
3ـ اختبار البطاقة
الاختبار التالي على قائمة فحوصات تشخيص تساقط الشعر هو اختبار البطاقة، يستخدمه طبيب الأمراض الجلدية لفحص صحة خصلات الشعر وتقييم عدد الخصلات الجديدة التي تنمو.
يقوم طبيب الأمراض الجلدية بالتركيز على جزء من الشعر على فروة الرأس، ممسكًا ببطاقة صغيرة مستطيلة الشكل مغطاة بشعر ناعم يتناقض مع لون الشعر على الفروة.
بهذه الطريقة، يمكن رؤية أي خصلات جديدة، حتى الصغيرة منها أو المكسورة، مما يجعلها قابلة للتشخيص.
تدل الخصلات الهشة على وجود تساقط الشعر الكربي، في حين أن الخصلات القصيرة ذات الأطراف المكسورة قد تشير إلى وجود خلل في جذع الشعرة.
4ـ فحوصات تشخيص تساقط الشعر ثلاثية الأبعاد
في حالات معينة، يستخدم أطباء الأمراض الجلدية تحليل ثلاثي الأبعاد، وهو جهاز متطور، لتحليل خصائص فروة الرأس والشعر.
يحتوي هذا الجهاز على كاميرا صغيرة عالية الدقة من أجل التقاط صور لفروة الرأس والشعر، بحيث يتم عرض الصور على شاشة الكمبيوتر، كما يمكن تكبيرها للحصول على نظرة أوضح للبصيلات.
5ـ اختبار الفطريات
يعتبر هذا الفحص اختبارا معمليا من أجل التأكد وجود فطريات في خلايا الشعر أو فروة الرأس من عدمها. يوصي طبيب الأمراض الجلدية بهذا الاختبار في حال وجود احتمالية كون سعفة الرأس هي سبب تساقط الشعر.
6ـ تحاليل الدم
في حال اشتباه الأطباء في أن تساقط الشعر هو نتيجة لمشكل صحي، أو نقص في الفيتامينات أو المعادن، أو خلل هرموني، فهم يوصون بإجراء اختبار دم واحد أو أكثر.
على سبيل المثال، قد تعاني المرأة التي يكون شعرها خفيفا في جميع أنحاء فروة الرأس من تساقط الشعر الوراثي. ومع ذلك، قد يكون السبب هو نقص الحديد.
تحاليل الدم الخاصة بالهرمونات:
1ـ تحليل هرمون ديهيدرو إيبي أندروستيرون Dehydroepiandrosterone test
2ـ تحليل هرمون تستوستيرون Testosterone
3ـ تحليل هرمون الأندروجين Androgen
4ـ تحليل الهرمون المنشط للحوصلة
5ـ تحليل هرمون البرولاكتين Prolactin
6ـ تحليل الهرمون المنشط للجسم الأصفر Luteinizing hormone test
7ـ فحص نقص الحديد
يعد هذا من أهم فحوصات تشخيص تساقط الشعر، بحيث يساهم نقص الحديد في مجرى الدم بشدة في تساقط الشعر. يستخدم الأطباء اختبارات الدم للتحقق من مستوى الفيريتين، وهو بروتين يشير إلى كمية الحديد المخزنة في الجسم.
تكون مستويات الفيريتين منخفضة عند:
- المرأة الحائض.
- الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم.
- الافتقار إلى خلايا الدم الحمراء السليمة.
- المتبعين لحمية غذائية قاسية.
إلى جانب الأدوية المقدمة من الطبيب ـ مثل مكملات الحديد ـ، فهذا الأخير ينصح أيضا بالالتزام بالأطعمة الغنية بالحديد من أجل دعم علاج الشعر. تشمل هذه الأغذية:
- الخضروات الورقية الداكنة
- اللحوم الحمراء
- الحبوب الكاملة
- البقوليات
8ـ فحص الغدة الدرقية
يصاب الشخص بأمراض الغدة الدرقية حالما يتلخبط الإنتاج الطبيعي لهرمونات هذه الغدة.
الهرمونات الرئيسية للغدة الدرقية هي:
- ثلاثي يودوثيرونين (T3).
- هرمون الغدة الدرقية (T4).
نظرًا لأن الغدة الدرقية تساهم في مجموعة من العمليات في جميع أنحاء الجسم وأبرزها التمثيل الغذائي، فإن ضعف وظيفة الغدة الدرقية يمكن أن يعيق نمو الشعر.
على الرغم أن بعض الأطباء يشيرون لعدم وضوح العلاقة بين ضعف الغدة الدرقية وتساقط الشعر، إلا أن هناك بعض المؤشرات تدل على أن تأثير الغدة الدرقية في إنتاج الهرمونات المرتبطة بكون الشعر في حال جيدة أو لا.
حسب الأبحاث، تساقط الشعر المرتبط بالغدة الدرقية له بعض العلامات المميزة، بما في ذلك:
- يصاب المريض بتساقط الشعر أو ضعفه في كامل فروة الرأس.
- ظهور بقع صلعاء ـ تساقط كلي في مكان معين ـ غير خشنة وذات شكل دائري.
- من العلامات الخاصة بقصور الغدة الدرقية هو تساقط الشعر على الحواف الخارجية للحاجبين.
- مع قصور الغدة الدرقية، نتغير الحالة الطبيعية للشعر، إلى شعر جاف أو خشن.
- في حالة وجود نشاط مفرط في الغدة الدرقية، قد يصبح الشعر أكثر نعومة من عادته.
أبرز نتائج اختلال الغدة الدرقية على الشعر ما يلي:
- الثعلبة البقعية: هي حالة من أمراض المناعة الذاتية تحدث كثيرا بالتزامن مع التشخيص بالإصابة بأمراض الغدة الدرقية.
- تساقط الشعر الناجم عن تناول أدوية الغدة الدرقية: الكاربيمازول والبروبيل ثيوراسيل، هي بعض الأدوية المضادة للغدة الدرقية التي قد تسبب في حالات معينة مشاكل في الشعر.
- الذئبة: هي من ضمن اضطرابات المناعة الذاتية المرتبطة بمرض الغدة الدرقية التي يمكن أن تسبب تساقط الشعر.
من الذي يجب أن يقوم بـ فحوصات تشخيص تساقط الشعر؟
يمكن لأي شخص يعاني من المشاكل التالية اللجوء إلى فحوصات تشخيص تساقط الشعر:
- تساقط الشعر الموضعي.
- الحكة في فروة الرأس.
- القشرة الكثيرة.
- فقدان مرونة الشعر.
- وجود فطريات أو عدوى على الرأس.
يقترح طبيب الأمراض الجلدية دائمًا إجراء فحوصات تشخيص تساقط الشعر لتشخيص الحالة بشكل أفضل، مما يوفر حلاً أكثر فعالية.
الأدوية الأكثر شيوعا لعلاج فقدان الشعر هي:
- مينوكسيديل (روجين).
- فيناسترايد (بروبيكيا).
- سبيرونولاكتون (كاروسبير، الداكتون)
- دوتاستيريد (أفودارت).
- عمليات زراعة الشعر.
في أكثر أنواع تساقط الشعر انتشارا، يتأثر الجزء العلوي من الرأس فقط. يمكن لـ تقنيات زراعة الشعر أن تؤدي إلى الاستفادة من الشعر المتبقي.
تساعد الفحوصات التي أشرنا إليها في هذا المقال على فهم فروة رأسك وضمان معالجة المشكل في مرحلته الأولى قبل أن يصبح عصيا على الحل.
إذا كان تساقط شعر المريض ناتج عن مرض أو مشكل صحي، فسيكون علاج هذا المرض ضروريا من أجل التخلص من تساقط الشعر. لن ينفع البدء بعلاج الشعر أولا ما لم يتجنب المريض جذور المشكل.
في حال تسبب دواء معين في حدوث تساقط الشعر، فسيكون الحل الأمثل هو تغيير الدواء أو التوقف عن استخدامه لفترة معينة بعد العودة للطبيب طبعا.