طالما كان الصلع مشكلة شائعة عند الرجال أكثر منه عند النساء، إلا أن النساء أيضا غير مستثناة منه ومعرضات له. تختلف أسباب الصلع عند النساء ، من بينها عامل الشيخوخة، إلا أن أكثرها شيوعا هي الثعلبة الأندروجينية أو ما يعرف بالصلع الوراثي.
في الغالب، يكون لتساقط الشعر عند النساء تأثير كبير على صحتهن النفسية، علاوة على أنه يتسبب في ضعف أدائهن الاجتماعي وهو ما أكدته إحدى الدراسات.
ومع تعدد الكثير من الخيارات المتاحة لـ علاج الصلع عند النساء، بات من الممكن إيجاد حلول فعالة وناجحة لهذا المشكل.
إليك أهم ما يجب أن تعرفه عن علاج الصلع عند النساء!
ما هو الصلع؟
يُعرّف الصلع على أنه تساقط شعر فروة الرأس بغزارة. الصلع ذو النمط الأنثوي هو أكثر أنواع تساقط الشعر شيوعا عند النساء.
يحدث الصلع عندما تتقلص بصيلات الشعر مع مرور الوقت، يؤدي ذلك إلى أن يصبح الشعر أقصر وأرق، وهو ما يتسبب في عدم نمو شعر جديد.
ما هي أسباب الصلع عند النساء؟
تختلف أسباب الصلع عند النساء إذ عادة ما تكون مرتبطة بـ:
- عامل الشيخوخة: مع التقدم بالعمر تتغير مستويات هرمون الأندروجين وهو ما يمكن أن يتسبب في حدوث الصلع عند النساء.
- عوامل وراثية: الثعلبة الأندروجينية أو الصلع الوراثي هي الأخرى أحد أسباب الصلع عند النساء.
- تناول بعض الأدوية: على سبيل المثال أدوية منع الحمل.
- النزيف الحاد أثناء فترات الحيض.
كيف يبدأ الصلع عند النساء؟
يبدأ الصلع ذو النمط الأنثوي بنقص كثافة شعر فروة الرأس بشكل تدريجي، إذ في الغالب ما تلاحظ النساء ترفق الشعر وتساقطه.
كيف يمكن تشخيص الصلع عند النساء؟
عادة ما يُشخص الطبيب المختص الصلع عند النساء على النحو التالي:
هذا التشخيص بالطبع، بعد أن يستبعد الطبيب احتمال إصابة المرأة بالصلع بسبب أمراض الغدة الدرقية مثلا أو نقص الحديد.
الطبيب يعمل على:
- معرفة التاريخ الطبي للمرأة.
- فحص المرأة لمعرفة ما إذا كانت هناك علامات تدُل على ارتفاع هرمون الذكورة (الأندروجين) مثل أن تكون لديها (نمو غير طبيعي للشعر الجديد، نمو شعر على الوجه أو بين السُّرة).
- تغيرات في فترة الحيض.
- ظهور حب الشباب.
علاوة على هذا، يمكن أن يلجأ الطبيب إلى أخذ عينة دم للمرأة أو خُزعة من جلد فروة الرأس، بغرض تشخيص اضطرابات الجلد التي قد تسبب تساقط الشعر. أو كذلك رؤية الشعرة تحت المجهر، أو باستخدام منظار الجلد للتحقق من عدم وجود مشاكل في بنية جذع الشعر نفسه.
ما هي علاجات الصلع عند النساء؟
يُعد التشخيص الجيد والفحوصات الدقيقة أولى الخطوات لـ علاج الصلع عند النساء، فالتشخيص الصحيح هو ما يساعد على وصف العلاج المناسب.
من بين الأساليب التي تستخدم لـ علاج الصلع عند النساء ما يلي:
1. المينوكسديل الموضعي:
المينوكسيديل الموضعي هو من بين الأدوية المستخدمة على نطاق واسع لـ علاج حالات تساقط الشعر ومن ضمنها الصلع عند النساء.
آلية عمل هذا الدواء تتمحور حول التأثير على دورة نمو الشعر، حيث يساعد المينوكسيديل الموضعي على الإنهاء المبكر لمرحلة التيلوجين، ومن ثَمّ إطالة دورة التنامي.
كما تجدر الإشارة إلى أن موضوع “كيفية تأثير المينوكسيديل على دورة نمو الشعر” هو محل بحث مكثف في الوقت الراهن.
المينوكسيديل الموضعي متوفر في كل من تراكيز 2% و 5% إلا أن محلول 2% فقط معتمد من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
كيف يستخدم المينوكسيديل الموضعي؟
في العادة، يُطبق 2 مل من المينوكسيديل الموضعي مرتين في اليوم على فروة الرأس، ويُترك لمدة ساعة قبل أن يُسمح بغسل الشعر بالشامبو، أو ترطيبه وذلك لأجل امتصاص الدواء بشكل أفضل.
الآثار الجانبية:
بالنسبة للآثار الجانبية للمينوكسيديل الموضعي فتشمل ما يلي:
- تهيج فروة الرأس.
- الجفاف.
- بروز قشرة.
- حكة أو احمرار.
- فرط نمو الشعر الزائد وبالأساس على الخدين أو الجبين.
- ستختفي هذه الأعراض في غضون 4 أشهر من توقيف الدواء. كما ينبغي الاستمرار في العلاج لمدة سنة كاملة على الأقل للتحقق من مدى فعاليته.
2. دواء فيناسترايد:
على الرغم من أن فيناسترايد يستخدم لعلاج تساقط الشعر عند الرجال ومع ذلك، قد يلجأ إليه الطبيب المختص كأحد الخيارات المتاحة لعلاج الصلع عند النساء، خاصة لمن فشل معهن العلاج باستخدام دواء مينوكسيديل.
أظهرت دراسة أنه يمكن أن يكون فيناسترايد بديلا لمينوكسيديل في علاج مشاكل تساقط الشعر.
ما هي آلية عمل فيناسترايد؟
يعمل دواء فيناسترايد على قمع نشاط الأندروجين بشكل عام من خلال تقييد نشاطه الكلي. مع أن الدراسات التي تثبت عن مدى فعالية هذا الدواء في علاج الصلع الأنثوي محدودة. إذ فشلت إحدى التجارب في العثور على أي تغيير في نمو الشعر أو تطور تساقطه، وذلك باستخدام 1 مغ يوميا من فيناسترايد على مدى سنة كاملة مع النساء اللواتي وصلن لسن اليأس ويعانين من الصلع الأنثوي.
إلا أنه توجد تقارير قد أظهرت فعالية فيناسترايد ونجاحه في علاج بعض حالات الصلع الأنثوي. ومع ذلك، يبقى هناك حاجة لمزيد من الدراسات لأجل تحديد الجرعات المثالية.
الآثار الجانبية لفيناسترايد:
بشكل عام فإن الآثار الجانبية لفيناسترايد عند النساء يُمكن تحملها وتشمل ما يلي:
- طراوة الثدي.
- زيادة الرغبة الجنسية.
تظهر هذه الأعراض بشكل أكبر في السنة الأولى من العلاج، ويمكن الحد منها من خلال تقليل الجرعة، كما أنها تميل إلى النقصان بمرور الوقت مع الاستخدام المستمر.
3. سبيرونولاكتون:
يستخدم سبيرونولاكتون على نطاق واسع لعلاج الصلع الأنثوي، حيث يعمل هذا الدواء كمضاد للأندروجين ويعمل على تثبيط إنتاجه في المبيض. وقد أثبت سبيرونولاكتون فعاليته في استعادة نمو الشعر أو منع المزيد من تساقطه.
تشمل الآثار الجانبية لسبيرونولاكتون ما يلي:
- انخفاض ضغط الدم.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- اضطرابات الكهارل (الكهارل هي المعادن والأملاح الموجودة في الجسم).
- التعب.
خلال الأشهر الأولى للعلاج لا بد من أن يكون ضغط دم النساء منتظم، بالإضافة إلى مراقبة الكهارل. فضلا عن ذلك، فإنه ينبغي توخي الحذر عند استخدامه من قِبل المرضى الذين يعانون من مشاكل في الكلى، لأنه من الممكن أن يتسبب هذا الدواء في حدوث اضطرابات خطيرة.
4. دواء فولتاميد:
دواء فولتاميد يستعمل في العادة لعلاج سرطان البروستاتا المتقدم والشعرانية، إلا أن بعض الأطباء يستخدمونه لعلاج الصلع عند النساء وذلك لكونه مضاد قوي للأندروجين.
بحسب إحدى الدراسات، وبعد إجراء تجربة على 101 امرأة يعانين من الصلع، كانت النتيجة أن هناك انخفاضا ملحوظا في درجات الثعلبة بعد 12 شهرا من العلاج بفولتاميد.
كما أن أقصى تأثير للعلاج قد حَدَث بعد عامين، واستمر خلال السنتين التاليتين من العلاج، إضافة إلى أن الأندروجينات قد قُمِعت بشدة.
كما اقترحت إحدى الدراسات، أن جرعة 250 مغ من الفولتاميد يوميا يمكن أن يؤدي إلى تأثير أكبر في وقف تساقط الشعر وذلك بعد عام واحد من العلاج مقارنة بـ الفيناسترايد.
علاوة على ذلك، ووفقا لإحدى التجارب فإن للفولتاميد ميزة علاجية كبيرة بالمقارنة مع سبيرونولاكتون وتكمن في:
- علاج الشعرانية (الشعر الزائد الخشن والملحوظ).
- الحد من حب الشباب والزهم (مادة زيتية تنتجها الغدد الدهنية في فروة الرأس).
- إبطاء أو وقف تساقط الشعر.
الآثار الجانبية لفولتاميد:
الآثار الجانبية لدواء فولتاميد في العادة تكون شديدة وتشمل:
- الخلل الوظيفي الكبدي.
- ألم الثدي.
وكلاهما مرتبط بالجرعة، وقد أظهرت دراسة أخرى أن استخدام جرعات منخفضة جدا 62,5 مغ يوميا من فولتاميد تساعد الكبد على تحمل تأثير هذا الدواء.
5. زراعة الشعر
أيضا من الخيارات الأخرى المتاحة لعلاج الصلع عند النساء هي عملية زراعة الشعر. من النساء المرشحات لعملية زراعة الشعر هن:
- النساء اللواتي يمتلكن كثافة شعر عالية في المنطقة المانحة.
- فقدان شعر شديد.
- بالإضافة إلى ترقق فروة الرأس الأمامية.
كيف تُجرى العملية؟
تُجرى عملية زراعة الشعر تحت التخدير الموضعي، حيث تتضمن الجلسة الواحدة زرع 800 إلى 1200 طُعم ـ حسب حالة كل مريض ـ، وفي العادة تُجرى جلسة واحدة إلى ثلاث جلسات، وذلك بالاعتماد على درجة تساقط الشعر وكذلك توفر المناطق المانحة.
إلى جانب هذا، فإن كل جلسة تُجرى على حِدى ولمدة 6 أشهر تقريبا، بالنظر لأن النتائج في العادة قد تستغرق ما يقارب 6 أشهر بعد إجراء عملية زراعة الشعر الأولى حتى تبدأ بالظهور.
هل لعملية زراعة الشعر مضاعفات؟
لعملية زراعة الشعر مضاعفات موضعية تشمل في العادة:
- احمرار فروة الرأس.
- ظهور القشرة.
- العدوى.
- نزيف ما بعد الجراحة.
- التورّم.
- صداع مؤقت.
- تخدير مؤقت في فروة الرأس.
- تندُب غير طبيعي للطُعم.
كما تجدر الإشارة، إلى أن الشعر المزروع قد يتساقط لبضعة أسابيع بعد الخضوع للعملية، إلا أنه يمكن منع هذا من خلال استخدام مينوكسيديل موضعي.
يُطبق مرتين يوميا على المنطقة المصابة بالصلع، وكذلك المناطق المحتملة المانحة للشعر، وذلك لمدة أسبوع واحد قبل العملية وخمسة أسابيع بعد العملية. علاوة على ذلك، فإن خيار زراعة الشعر غير مُفضل بنفس الدرجة كما هو الحال عند الصلع الذكوري.
إلا أن الخبراء، يشيرون إلى أنه بإمكان النساء أن يتوقعن نتائج جيدة لهذه العملية مثل تلك التي تظهر في عملية زراعة الشعر في وقت مبكر من الصلع الذكوري.
6. تصغير فروة الرأس
يعتبر هذا النوع من العلاج أقل شيوعا بالمقارنة مع زراعة الشعر. ومبدأ تصغير فروة الرأس يتضمن التقريب بين الجلد الذي به شعر من خلال إزالة فروة الرأس المصابة بالصلع.
أحيانا، يُجرى هذا النوع من العلاج جنبا إلى جنب مع عملية زراعة الشعر بغرض تحسين النتائج التجميلية.
إلا أن مساوئ هذه العملية تزداد مع مرور الوقت وتتضمن:
- وضوح ندبات الاستئصال.
- التوسّع التدريجي للندوب بسبب شد جلد فروة الرأس المجاور.
- الحاجة لأكثر من إجراء من أجل معالجة التساقط بشكل فعال.
7. العلاج بالوخز بالإبر Microneedling
آخر الخيارات في قائمتنا لـ علاج الصلع عند النساء، يشمل تقنية الوخز بالإبر وهي عبارة عن وخز جلدي خفيف التوغل، حيث يتم فيه إدخال إبر دقيقة على الجلد بغرض ثقب الطبقة القرنية.
بفعل اختراق الإبرة للجلد تحدُث صدمة جسدية، هذه الأخيرة هي ما يحفز سلسلة التئام الجراح، مما يؤدي إلى تكوين الكولاجين، وتكوين الأوعية الدموية، بالإضافة إلى تحفيز عامل نمو الشعر في المنطقة المعالجة.
في إحدى الدراسات، أثبتت أن الجمع بين تقنية العلاج بالإبر الدقيقة مع المينوكسيديل الموضعي 5% قد أدى إلى زيادة عدد الشعر الكلي بشكل ملحوظ مقارنة مع استخدام العلاج بالإبر لوحده.
وتشير نفس الدراسة، إلى أن زيادة مدة العلاج الكلية للوخز بالإبر والتقليل من تكرار الجلسات يؤدي إلى زيادة إجمالي عدد الشعر.
ومع ذلك، لازالت الدراسات التي تبحث في العلاج بالوخز بالإبر الدقيقة كعلاج وحيد لتساقط الشعر محدودة، إذ أن غالبية التجارب تدمجه مع علاجات أخرى على غرار المينوكسيديل، والبلازما الغنية بالصفائح الدموية.
مع أن النتائج الأولية تبدو واعدة، إلا أنه لازالت هناك حاجة لإجراء مزيد من التجارب لاعتماد الوخز بالإبر الدقيقة كعلاج لوحده للصلع، بما فيها علاج الصلع عند النساء، ناهيك عن تحديد فعاليته والتأكد من أنه آمن.
مما لا شك فيه أن الصلع عند النساء يُشكل لهن أمرا مزعجا، بما أنه يؤثر على ثقتهن بأنفسهن وتقديرهن لذواتهن. لذا، ينبغي للنساء اللواتي يعانين من فقدان الشعر اللجوء إلى طبيب مختص، لمساعدتهن على تشخيص حالتهن وتحديد أفضل الخيارات الممكنة لـ علاج الصلع عند النساء.
بالطبع كلما كان التشخيص مبكرا، كلما زادت إمكانية منع المزيد من تساقط الشعر، ونمو الشعر الجديد مبكرا.