هل تعاني من تساقط الشعر بشكل مزعج؟
هل تبحث عن حلول فعالة لمشكلة الصلع؟
إذا كانت إجابتك نعم، فأنت في المكان المناسب. في هذا المقال، سنتحدث عن أهم أسباب تساقط الشعر وكيف يمكن التغلب عليها بطرق طبيعية أو طبية. كما سنتطرق إلى خيار زراعة الشعر كحل نهائي للصلع.
ما هو تساقط الشعر؟
تساقط الشعر هو ظاهرة فقدان الشعر من فروة الرأس أو أي جزء آخر من الجسم. يُعتبر تساقط الشعر بمعدل 50-100 شعرة يوميًا أمرًا طبيعيًا، حيث يستبدل الشعر القديم بشعر جديد في دورة نمو طبيعية. ولكن عندما يزيد تساقط الشعر عن هذه النسبة، فإنه يُصبح مشكلة جمالية وصحية تحتاج إلى اهتمام وعلاج.
ما هي أسباب تساقط الشعر؟
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى تساقط الشعر، وهي تختلف باختلاف الجنس والعمر والحالة الصحية للشخص. بشكل عام، يمكن تصنيف أسباب تساقط الشعر إلى ثلاثة أنواع:
أسباب وراثية:
هي أكثر أسباب تساقط الشعر شيوعًا، حيث يُورث الشخص جينات تجعله عرضة للإصابة بالصلع في سن مُحدَّدة. هذه الظاهرة تُسمى بالثعلبة الذكورية (Androgenetic alopecia)، وتؤثر على كلا الجنسين، لكن بدرجات مختلفة. عادةً ما يظهر هذا النوع من التساقط في شكل انحسار خط الشعر في منطقة الجبهة والصدغين، وتخفيف كثافة الشعر في منطقة التاج.
أسباب هرمونية:
هي أسباب تتعلق بتغيرات في مستوى بعض الهرمونات في الجسم، مثل هرمونات الغدة الدرقية، والأستروجين، والبروجسترون، والتستوستيرون. هذه التغيرات قد تحدث نتيجة لحالات مثل:
- الحمل والولادة
حيث يزداد مستوى هورمون الأستروجين في جسم المرأة الحامل، مما يؤدي إلى تقوية الشعر وزيادة كثافته. ولكن بعد الولادة، ينخفض مستوى هذا الهورمون بشكل حاد، مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل مفاجئ ومؤقت.
- سن اليأس
حيث ينخفض مستوى هورمون الأستروجين والبروجسترون في جسم المرأة، مما يؤدي إلى ترهل البشرة وتساقط الشعر وتقصفه.
- التهاب أو قصور الغدة الدرقية
حيث تفقد الغدة الدرقية قدرتها على إفراز هورموناتها بشكل كافٍ، مما يؤثر على عملية التمثيل الغذائي والنمو في الجسم، بما في ذلك نمو الشعر.
أسباب غير وراثية وغير هرمونية:
هي أسباب تتعلق بعوامل خارجية أو داخلية تؤثر على صحة فروة الرأس وبصيلات الشعر، مثل:
- التوتر والقلق
حيث يُسبب التوتر اضطرابات في دورة نمو الشعر، ويُحفز إفراز هورمون الكورتيزول، الذي يُضعف جهاز المناعة ويجعل الشعر أكثر عُرضة للتساقط.
- الأدوية والعلاجات الطبية
حيث تُسبب بعض الأدوية والعلاجات الطبية، مثل الكيماوي والإشعاعي للسرطان، أو المضادات الحيوية، أو مُضادات الالتهابات، أو مُضادات التخثُّر، أو مُضادات الاكتئاب، تأثيرات جانبية تشمل تساقط الشعر.
- الصحة والشعر
حيث تؤدي إلى نقص في بعض العناصر الغذائية المهمة لصحة الشعر، مثل البروتين، والحديد، والزنك، والفيتامينات. كما تؤدي إلى اضطراب في التوازن الهرموني والمناعي، مما يزيد من خطر التساقط.
- العدوى والأمراض الجلدية
حيث تُسبب بعض العدوى والأمراض الجلدية، مثل القشرة، والتهاب الجلد التأتبي (Dermatitis)، والفطريات، والجراثيم، التهابًا وحكةً في فروة الرأس، مما يؤدي إلى تلف بصيلات الشعر وتساقطه.
- العوامل البيئية
حيث تُؤثر بعض العوامل البيئية، مثل التلوث، والحرارة، والرطوبة، والشمس، والرياح، على جودة وقوة الشعر، مما يجعله أكثر هشاشة وتقصفًا وتساقطًا.
كيف يمكن التغلب على تساقط الشعر؟
إذا كنت تُعاني من تساقط الشعر بشكل مُزمن أو مُفاجئ، فإن أول خطوة عليك اتخاذها هي استشارة طبيب مُختص في أمراض الشعر والجلد (Dermatologist) لتحديد سبب التساقط والحالة الصحية لفروة رأسك. قد يُطلب منك إجراء بعض التحاليل أو الفحوصات للتأكد من عدم وجود أي خلل هورموني أو نقص في بعض المغذيات.
بناءً على تشخيص طبيبك، ستُحدَّد لك خطة علاجية مناسبة لحالتك. قد تشمل هذه الخطة بعض أو كل ما يلي:
- استخدام بعض المستحضرات أو المنتجات التجميلية المُضادة لتساقط الشعر، مثل الشامبوهات، والبلسمات، والزيوت، والأقنعة، والسبرايات. هذه المستحضرات تُغذِّي فروة الرأس وتُقوِّي جذور الشعر وتُحفِّز نموه. يُفضَّل اختيار المستحضرات التي تحتوي على مواد طبيعية أو عشبية، مثل زيت الزيتون، أو زيت الخروع، أو زيت جوز الهند، أو زيت شجرة الشاي (Tea tree oil)، أو خلاصة نبات الصبار (Aloe vera)، أو خلاصة نبات ناردين (Nardostachys jatamansi).
- استخدام بعض الأدوية الطبية المُوصَّفة من قبل الطبيب، مثل الحبوب، أو الحقن، أو الدهون. هذه الأدوية تعمل على تنظيم مستوى الهورمونات أو تثبيط إنزيم يُسمى 5-ألفا ريدكتاز (5-alpha reductase)، الذي يُحول هورمون التستوستيرون إلى هورمون آخر يُسمى ديهيدروتستوستيرون (Dihydrotestosterone)، والذي يُسبب تصغير بصيلات الشعر وتساقطه. من أشهر هذه الأدوية دواء يُسمى مينوكسيديل (Minoxidil)، ودواء آخر يُسمى فيناسترايد (Finasteride) .
- اتباع نظام غذائي متوازن وصحي، يحتوي على كافة العناصر الغذائية المهمة لصحة الشعر، مثل البروتين، والحديد، والزنك، والفيتامينات A, B, C, D, E. يُفضَّل تناول الأطعمة التي تحتوي على هذه المغذيات بشكل طبيعي، مثل اللحوم، والبيض، والألبان، والمكسرات، والحبوب الكاملة، والخضروات الورقية، والفواكه .
- تجنُّب أو التقليل من بعض العادات أو العوامل التي تؤثر سلبًا على صحة الشعر، مثل التدخين، والإجهاد، والتعرض للحرارة أو الشمس أو التلوث بشكل مُفرط، واستخدام المجففات أو المكواة أو المشابك أو المطاطات بشكل قاسٍ على الشعر .
ما هي زراعة الشعر؟
إذا كان تساقط الشعر قد بلغ مرحلة لا رجعة فيها، ولم تُفِد أي من الطرق السابقة في إيقافه أو استعادته، فإن خيار زراعة الشعر قد يكون حلاً نهائيًا لمشكلة الصلع. زراعة الشعر هي عملية جراحية تتمثل في نقل بصيلات شعر سليمة من منطقة مانحة في جسم المريض (عادةً من خلف رأسه) إلى منطقة مستقبِلة في فروة رأسه (التي فقدت شعرها) .
زراعة الشعر تتطلب إجراء فحص طبي شامل قبل إجرائها لتحديد مدى صلاحية المريض لهذه العملية والتخطيط لها بشكل دقيق. كما تتطلب اتباع بعض التعليمات قبل وبعد إجرائها لضمان نجاحها وتجنُّب أي مضاعفات أو عدوى. زراعة الشعر تتم بواسطة طريقتين رئيسيتين هما:
طريقة FUT (Follicular Unit Transplantation)
هي طريقة تتمثل في استئصال شريحة من فروة الرأس تحتوي على بصيلات شعر من المنطقة المانحة، ثم تقطيعها إلى وحدات صغيرة تحتوي على بصيلة أو بصيلتين أو ثلاث، ثم زرعها في الثقوب التي تُحفَر في المنطقة المستقبِلة. هذه الطريقة تُترك ندبة خطية في المنطقة المانحة، وتحتاج إلى فترة شفاء أطول.
طريقة FUE (Follicular Unit Extraction)
هي طريقة تتمثل في استخلاص بصيلات الشعر من المنطقة المانحة بشكل فردي باستخدام جهاز خاص يُسمى مُقَشِّط (Punch)، ثم زرعها في الثقوب التي تُحفَر في المنطقة المستقبِلة. هذه الطريقة لا تُترك ندبات واضحة في المنطقة المانحة، وتحتاج إلى فترة شفاء أقصر.
زراعة الشعر تُعد عملية ناجحة وآمنة في معظم الحالات، إذا تم اختيار مركز مُتخصِّص ومُعتمد لإجرائها، واتباع كافة التوجيهات اللازمة. كما تُعد عملية دائمة وطبيعية، حيث ينمو الشعر المزروع بشكل طبيعي ويُصبغ ويُقصّ ويُغسل كأي شعر آخر.