كيف تقلل حدوث الصلع المبكر؟

هل يمكن تجنب الصلع المبكر؟ كيف يمكن تقليل حدوثه؟ توحي هذه الأسئلة بكمية القلق التي يسببها الصلع لدى الكثيرين، وبالأخص تلك الفئة التي تعتبر الشعر رمزا من رموز احترام وتقدير الذات، سيما إذا حدث هذا الصلع في وقت مبكر من العمر.

ولأن الوقاية تبقى دوما خير من العلاج، لا بد وأنها ستكون دافعا للبحث عن أساليب تساعد على التقليل قدر الإمكان من حدوث الصلع المبكر، بدلا من الدخول في دوامة تجريب العديد من العلاجات التي قد لا تكون مضمونة النتائج في كثير من الأحيان. أو إذا ما كانت ناجحة قد تتطلب الاستمرار في استخدامها على المدى البعيد.

ما هي أسباب حدوث الصلع المبكر؟

هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى حدوث الصلع المبكر نذكر منها:

1.الصلع الوراثي

وفقا للجمعية الأمريكية لتساقط الشعر فإن 95% من تساقط الشعر لدى الرجال سببه الصلع الوراثي. فضلا عن ذلك ما يقارب 25% من الرجال يبدأ الصلع الذكوري عندهم قبل بلوغهم سن الـ 21.

كما أن نسبة 12% من النساء يُصبن بالصلع الوراثي بعمر 29 عاما.

يمكن العودة إلى مقال “كيف تعرف أنك تعاني من تساقط الشعر الوراثي” لتفهم أكثر كيف يحدث الصلع الوراثي.

2.التوتر

التوتر هو الآخر قد يكون سببا من أسباب الصلع المبكر. ففي إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة من الفئران تبلغ من العمر ستة إلى ثمانية أسابيع كانت قد عُرّضت للضوضاء، أظهرت النتائج أن هذه الفئران دخلوا في مرحلة التراجع مبكرا (وهي المرحلة الثانية من دورة نمو الشعر التي يتوقف فيها الشعر عن النمو) نتيجة تعرضهم لضوضاء مستمرة سببت لهم الإجهاد والتوتر الشديدين.

أيضا دراسة أخرى أجريت هذه المرة على مجموعة من القردة، حيث لوحظ عند مجموعة من القردة التي يزيد فيها تساقط الشعر عن 30% تراكيز أعلى من الكورتيزول في الشعر مقارنة بالمجموعة الأخرى التي تعاني من تساقط الشعر بنسبة أقل من 5%.

في الأخير خلصت الدراسة إلى ارتباط نتائج تساقط الشعر بشكل إيجابي مع مستويات الكورتيزول في الشعر. وبالتالي تشير هذه النتائج إلى أن التوتر أحد العوامل المرتبطة بتساقط الشعر.

3.ثعلبة الشد

أشرنا في مقالاتنا السابقة إلى هذا النوع من الثعلبة والذي يحدث بسبب شد الشعر باستمرار وبإحكام. لكن ما تأثير ذلك على الشعر؟ من الممكن أن يتسبب الشد المتكرر على بصيلات الشعر إلى سحب خيوط الشعر وحتى إتلاف البصيلات وبالتالي تساقط الشعر.

4.نتف الشعر

قد يكون لدى بعض الأشخاص عادة نتف الشعر، غالبا تكون غايتهم هي تخفيف التوتر، لكن من الممكن أن يتسبب هذا التصرف في تدمير بصيلات الشعر وبالتالي التسبب في الصلع المبكر.

5.أساليب العناية بالشعر الخاطئة

طرق العناية بالشعر الخاطئة هي الأخرى قد تكون سببا في الإصابة بالصلع مبكرا، مثل صبغات الشعر أو تجعيده ممكن أن تؤدي إلى إتلافه مع مرور الوقت. كما أن وجود بصيلات الشعر التالفة يؤدي إلى ظهور بقع صلعاء دائمة.

كيف تقلل من حدوث الصلع المبكر؟

إذا ما كان الصلع المبكر قد حدث بالفعل نتيجة للصلع الوراثي، في هذه الحالة يكون التشخيص الطبي عند أخصائي الجلد أولى الخطوات للتقليل منه حيث سيصف الطبيب العلاج المناسب: مينوكسيديل، فيناسترايد، زراعة الشعر، الميزوثيرابي…وفقا لما يراه مناسبا للشخص.

والآن هذه بعض الخطوات التي من شأنها التقليل من حدوث الصلع المبكر:

ما ينصح به أطباء الجلد لأجل تصفيف الشعر دون التسبب في تلفه:

طريقة تصفيف الشعر نفسها من الممكن أن تتسبب في تساقطه لذا يرجى اتباع هذه النصائح:

1.استخدام المنشفة لتجفيف الشعر: يوصي أطباء الجلد بتجفيف الشعر من خلال لفّه بمنشفة بعد الاستحمام أو تركه يجف في الهواء.

2.كيفية التعامل مع الشعر المبلل: يجب التعامل مع الشعر المبلل بعناية تامة، لأن الشعر المبلل يتكسر بسهولة أكبر عند تمشيطه.

ومع ذلك فالأمر يختلف بالنسبة للأشخاص ذوي الشعر المجعد؛ فهذه الفئة ينبغي لها تمشيط شعرها عندما يكون مبللا لتقليل فرص تكسره.

علاوة على هذا وسواء كان الشعر مجعدا أو مفرودا يجب استعمال مشط واسع الأسنان.

3.التقليل من منتجات التصفيف: يوصي الأطباء بالتقليل من استخدام منتجات التصفيف التي تدوم طويلا، لماذا؟ لأن استخدام المشط بعد وضع المنتج على الشعر يتسبب في تكسر الشعر، ويمكن أن يؤدي إلى تساقطه بمرور الوقت.

يعني عند استخدام هذه المنتجات وبما أنها تدوم طويلا، ففي كل مرة يمشط فيها الشعر يؤدي هذا إلى تساقط المزيد والمزيد من الشعر وبالتالي الصلع.

4.التقليل من استخدام مجفف الشعر: قبل تجفيف الشعر أو تمشيطه من المستحسن تركه يجف جزئيا في الهواء. فضلا عن أن تقليل عدد المرات التي يستخدم فيها مجفف الشعر في الأسبوع يساعد في الحد من تلف الشعر.

5.لا ينبغي تمشيط الشعر زيادة عن اللزوم: طبعا نحن لا نقصد عدم تمشيط الشعر أبدا، لكن ينبغي فعل ذلك بشكل معتدل؛ أي تمشيطه يوميا لكن من دون تفريط لأن ذلك يتسبب في تقصف الأطراف.

6.تجنب تعريض الشعر للحرارة المرتفعة: المقصود هنا عند استخدام مكواة تسطيح الشعر يجب أن تكون في درجة حرارة منخفضة أو متوسطة، كما لا ينبغي استخدامه أكثر من كل يومين.

أما بالنسبة لمكواة التجعيد فيجب تركها على الشعر لمدة ثانية أو ثانيتين بغض النظر عن نوع الشعر، لأن الحرارة الزائدة يمكن أن تتسبب في تلف الشعر.

تجنب أساليب العناية بالشعر الخاطئة

كنا قد تطرقنا إلى أن اتباع بعض العادات الخاطئة للعناية بالشعر هي ما قد يتسبب في إتلافه.يعني تراكم هذه العادات الخاطئة والاستمرار عليها قد تكون سببا في الصلع المبكر.لأنها تتسبب في ترقق الشعر وظهور بقع صلعاء.

في الفقرات التالية سنتطرق إلى بعض العادات الخاطئة وبالمقابل الطرق الصحيحة لها وفقا لأطباء الجلد:

1.فرك الشعر بالشامبو: وفقا لأكاديمية أطباء الجلد تعتبر هذه واحدة من بين العادات الخاطئة التي تلحق الضرر بالشعر، والأصح هو:

تدليك فروة الرأس بالشامبو برفق.

عند شطف الشامبو من فروة الرأس، يجب تركه يتدفق على طول الشعر من دون فركه.إذ يجب التركيز على تنظيف فروة الرأس بشكل أساسي بدلا من غسل الشعر بالكامل لأن هذا الفعل قد يؤدي إلى تكوين شعر خشن ومتطاير.

2.تخطي استخدام البلسم: قد تتسبب هذه العادة في تلف الشعر، لذا ينبغي استبدالها باستخدام البلسم بعد كل مرة يغسل فيها الشعر بالشامبو. لأن استخدام البلسم يساعد على تحسين قوة الشعر ولمعانه، علاوة على أنه يوفر له بعض الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

توجد حالة واحدة يمكن فيها تخطي البلسم وهي استخدام شامبو 2 في 1 الذي ينظف الشعر ويرطبه.

3.حمامات السباحة: المواد الكيميائية في حمامات السباحة قد تكون مضرة بالشعر، يمكن أن تساعد هذه النصائح في حماية الشعر لمن يستخدم حمامات السباحة:

• ارتداء قبعة السباحة.
• شطف الشعر مباشرة بعد السباحة.
• بعد شطف الشعر يُغسل الشعر بالشامبو المخصص لحمامات السباحة ويُتبع بوضع بلسم عميق.

صبغات الشعر أو تجعيده أو فرده: قد تتسبب هذه العمليات في تلفه. لا يجب القيام بهذه العمليات كلها في وقت واحد، بل ينبغي إضافة المزيد من الوقت بين كل عملية وأخرى (صبغة، تجعيد، أو فرد). مثلا في الشتاء يجب إطالة الوقت بين كل واحدة من 8 إلى 10 أسابيع أو أكثر.

تعرض الشعر للشمس: يجب حماية الشعر باستخدام بلسم شعر يحتوي على أكسيد الزنك أو ارتداء قبعة واسعة الحواف.

الحفاظ على شعر صحي

طبعا للتقليل من حدوث الصلع المبكر لا بد من الحفاظ على شعر صحي:

1.فيما يخص غسل الشعر:

إذا كانت فروة الرأس ذهنية فقد يحتاج الشعر إلى غسله بشكل متكرر، أي أن عدد مرات غسل الشعر يعتمد على كمية الدهون التي تفرزها فروة الرأس.

فضلا عن ذلك، فقد يحدث أحيانا أن يعالج الشخص شعره بعلاجات كيميائية ما يجعله أكثر جفافا وهو ما يتطلب غسله بشكل أقل.

أيضا كلما تقدم الشخص بالعمر كلما قلّ إنتاج فروة الرأس للدهون لذلك قد لا يحتاج للشامبو كثيرا. لكن ومع ذلك، قد يؤدي هذا إلى ظهور قشور في فروة الرأس كإشارة على عدم استخدام الشامبو بشكل كافي، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بأمراض في فروة الرأس.

2.تركيز البلسم على أطراف الشعر

البلسم قد يجعل من الشعر الناعم يبدو ضعيفا، لذا يجب استخدامه فقط على أطراف الشعر وليس على فروة الرأس أو الشعر بأكمله.

3.اختيار الشامبو والبلسم المناسبين

من المهم اختيار الشامبو والبلسم المخصصين لنوع الشعر لكل شخص، على سبيل المثال إذا كان الشعر مصبوغا يجب استخدام الشامبو المخصص للشعر المصبوغ.

إذا كان الشعر تالفا أو معالجا كيميائيا يستحسن استخدام شامبو “2 في 1”.

للتقليل من حدوث الصلع المبكر أيضا يجب الانتباه لتسريحات الشعر التي تضر به:

4.تجنب ثعلبة الشد

يجب تجنب تسريحات الشعر التي تشد الشعر بإحكام. لا مانع من عمل هذه التسريحات بين الحين والآخر، لكن يجب تجنب هذه التسريحات كل يوم.لأن تلف بصيلات الشعر الذي يحدث بسبب الشد المستمر لن يسمح للشعر بالنمو مرة أخرى وبالتالي يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل دائم.

وتشمل هذا النوع من التسريحات ما يلي:

• تسريحة الكعكة.
• ذيل الحصان.
• تسريحات الشعر التي يتم فيها سحب الشعر بإحكام إلى الأعلى.
• الجدائل.
• التسريحات التي يستخدم فيها خيوط الشعر.
• الشعر المضفور بإحكام.

البكرات الساخنة أيضا التي تستخدم لتصفيف الشعر قد تؤدي إلى تساقطه. لذا ينصح أطباء الجلد باستخدام هذه التسريحات في المناسبات الخاصة فقط.

تغيير تسريحات الشعر من حين لآخر

لأن تغيير تسريحات الشعر يساعد في تقليل الشد. كما أن تغييرها من حين لآخر يمنح فرصة للشعر للتعافي.

البحث عن العلامات المبكرة لتساقط الشعر

يوصي الأطباء بتخصيص وقت كل شهر للبحث عن علامات تساقط الشعر المبكرة نذكر منها:

• وجود شعر مكسور حول منطقة الجبهة.
• انحسار خط الشعر.
• ظهور بقع صلعاء في المنطقة التي يتم فيها شد الشعر بإحكام.

إذا استمر هذا الشد يلاحظ معظم الناس في نهاية المطاف توقف شعرهم عن النمو.بالإضافة إلى ذلك، إن حدث وظهرت بقعة صلعاء لامعة في فروة الرأس فهذه إشارة على أن ثعلبة الشد في مرحلة متقدمة، ولا يمكن للشعر أن ينمو مرة أخرى.

علامات تدل على أن تسريحة الشعر أو منتجات الشعر تسبب تساقط الشعر

إذا لاحظ الشخص أي من العلامات التي ستندرج أدناه فهي دلالة على أن التسريحة أو منتجات الشعر التي يستخدمها الشخص تسبب تساقط الشعر:

• ألم ناتج عن شد الشعر بإحكام.
• الاحساس بلذع في فروة الرأس.
• وجود قشور في فروة الرأس.
• التوقف عن التدخين.

إلى جانب ما سبق يجب إضافة هذه النصيحة أيضا.لأن التدخين يعد واحدا من بين مسببات تساقط الشعر حتى أنه توجد دراسات أثبتت أن التدخين يسبب الثعلبة الأندروجينية. يمكن الإطلاع عليها في مقال “هل هناك علاقة بين التدخين وتساقط الشعر؟”.

إذن يمكن من خلال اتباع عادات سليمة للعناية بالشعر والابتعاد عن تلك الخاطئة، ناهيك عن الاستعانة بطبيب مختص من أول مرة يلاحظ فيها أولى علامات تساقط الشعر المبكرة، من شأنه التقليل من حدوث الصلع المبكر.

المصادر:

1. American hair loss, Reviewed by Paul J. McAndrews, MD,Men’s Hair Loss
2. Clin Interv Aging. 2007 Jun; Quan Q Dinh and Rodney Sinclair, Female pattern hair loss: Current treatment concepts
3. The American Journal of Pathology, 2003, Stress Inhibits Hair Growth in Mice by Induction of Premature Catagen Development and Deleterious Perifollicular Inflammatory Events via Neuropeptide Substance P-Dependent Pathways
4. J Am Assoc Lab Anim Sci. 2014 May; Hair loss and hypothalamic-pituitary-adrenocortical axis activity in captive rhesus macaques (Macaca mulatta)
5. AAD, HAIR LOSS: WHO GETS AND CAUSES
6. AAD, HAIR STYLING WITHOUT DAMAGE
7. AAD, HOW TO STOP DAMAGING YOUR HAIR
8. AAD, TIPS FOR HEALTHY HAIR
9. AAD, HAIRSTYLES THAT PULL CAN LEAD TO HAIR LOSS