يمكن أن تكون محاولة تطويل الشعر أو الحصول على شعر أكثر كثافة أمرا صعبا ويستلزم وقتا طويلا. في حين أن الشعر هو النسيج الأسرع نموًا في جسم الإنسان، وفقًا لجمعية Trichological، فإن متوسط معدل النمو يتراوح من 0.5 إلى 1.7 سم شهريًا وحوالي 2 إلى 8 بوصات سنويًا. بملاحظة هذه الأرقام يتضح لماذا يستغرق تطويل الشعر فترة كبيرة!
من الطبيعي أن تتساقط ما بين 50 و 100 شعرة يوميًا، وفقا لجمعية الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD). ومع ذلك، إذا كان المريض يلاحظ أن شعره متوقف عن النمو، فهناك بعض الخطوات المحددة التي يمكن اتباعها وإضافتها إلى النظام اليومي للعناية بالشعر لتحسين نموه.
ما هي العوامل المؤثرة على نمو وتطويل الشعر؟
تحتوي فروة الرأس وحدها على حوالي 100،000 بصيلة. إلى جانب التقدم في السن وبعض العوامل الأخرى، تتعرض بعض البصيلات للتلف فتتوقف عن إنتاج الشعر، مما يؤدي عادة إلى حدوث الصلع أو ظهور مناطق خالية من الخصلات. لذلك، فإن تطويل الشعر يرتكز بصورة كبيرة على عوامل مختلفة، منها ما يستطيع الشخص التحكم فيه وأخرى لا.
من بين العوامل التي تعتمد عليها سرعة نمو الشعر وزيادة طوله:
- السن
- الجينات
- نوعية الشعر
- الصحة العامة للشخص
- طريقة العناية بالشعر
في أي لحظة، يكون حوالي 90 في المائة من بصيلات الشعر في طور التنامي (النمو). أما باقي البصيلات فهي إما في طور التراجع (الانتقال) أو طور التيلوجين (الراحة) ـ سنتعرف لاحقا على مراحل نمو الشعر بالتفصيل.
بالنسبة لبعض الأشخاص، تستمر مرحلة النمو لمدة سبع سنوات؛ أما بالنسبة للفئة الأخرى، لا تزيد لديهم مرحلة النمو عن سنتين. في نهاية هذه المرحلة، تسقط خصلة الشعر، وتبقى بصيلاتها كامنة وخالية من الشعر لمدة ثلاثة أشهر تقريبا.
بعد ذلك، تنبت البصيلة، وتبدأ عملية نمو الشعر مرة أخرى. تقول طبيبة أمراض جلدية مختصة أنه إذا لم يتجاوز شعرك كتفيك أبدًا، فمن المحتمل أن يكون لديك دورة طور التنامي أقصر من غيرها.
المراحل الأربع لدورة نمو الشعر
- أناجين Anagen
- كاتاجين Catagen
- تيلوجين Telogen
- اكسوجين Exogen
مرحلة أناجين
تُعرف أيضًا باسم “مرحلة النمو” أو “المرحلة النشطة”، وهي المرحلة التي تنقسم فيها الخلايا الموجودة في جذور الشعر بشكل أسرع بحيث يتم تكوين المزيد من الشعر الجديد.
خلال مرحلة أناجين، ينمو الشعر بحوالي نصف بوصة في الشهر، مع العلم، يكون نمو الشعر أسرع في فصل الصيف منه في فصل الشتاء.
تدوم هذه المرحلة من دورة نمو الشعر في المتوسط من 3 إلى 5 سنوات – بحيث يبلغ متوسط طول الشعر من 18 إلى 30 بوصة. عادة ما يلاحظ نمو سريع للشعر لدى الأشخاص المنحدرين من أصل آسيوي، عكس الأنماط الأخرى.
مرحلة كاتاجين
بعد مرحلة أناجين، تدخل دورة الشعر مرحلة انتقالية قصيرة تُعرف باسم مرحلة كاتاجين، والتي تشير إلى نهاية نمو الشعر النشط وعدم وصول إمدادات الدم إلى الخلايا التي تنتج شعرًا جديدًا.
تستغرق مرحلة أناجين حوالي 10 أيام.
مرحلة التيلوجين
المرحلة الثالثة من دورة نمو الشعر الطبيعي هي مرحلة التيلوجين، وهي فترة راحة تستغرق حوالي 3 أشهر أو 100 يوم.
مرحلة اكسوجين
المرحلة الأخيرة من دورة نمو الشعر، حيث يلاحظ تساقط الشعر من أجل السماح للشعر الجديد بالظهور.
كما أشرنا سابقا، كل شخص يفقد عددا محددا من خصلات الشعر بشكل يومي، وهذا يحدث بغض النظر عن عمر الشخص. لا يعني تساقط الشعر المرتبط بالعمر أن مراحل الشعر قد تغيرت وتيرتها. لكن بعض البصيلات تتوقف عن العمل، والبعض الآخر يُنتج شعرًا أرق.
هذا الشعر الرقيق يكون أيضا أكثر جفافاً، لأن الغدد الدهنية تتقلص مع تقدم العمر، مما يجعلها أكثر عرضة للتكسر عندما لا تكون بطولها الأقصى. تؤدي هذه العوامل إلى فقدان الكثافة والطول بشكل عام، لكن بصيلات الشعر لا تزال متواجدة.
يؤكد المختصين دائما أنه لا يوجد دواء واحد أو علاج سريع قادر على تحسين صحة الشعر بشكل كامل وفي وقت وجيز، يتطلب الأمر متابعة متواصلة مع طبيب الأمراض الجلدية لاكتشاف سبب العرض أولا ثم تقديم الحلول المناسبة.
عموما ترتبط هذه الحلول بجعل شعرك أكثر صحة، بحيث ينمو الشعر الصحي بمعدل أسرع بكثير من الشعر التالف. لذلك، تطويل الشعر يعتمد أساسا على مدى صحة شعرك.
أهم 5 خطوات لـ تطويل الشعر بشكل صحي
1ـ اختيار الشامبو المناسب
إلى جانب كيفية اختيار الشامبو المناسب، يتساءل الكثير من الأشخاص حول عدد المرات التي يجب أن يتم فيها غسل الشعر. يرى البعض أن الغسل اليومي للشعر أفضل، بينما يختار آخرون مضي أسبوع أو أكثر بين كل استعمال للشامبو.
يقول المختصون أن عدم غسل الشعر لفترات متباعدة يمكن أن يؤدي إلى انسداد المسام وتوقف نمو الشعر، وبالتالي هذه الطريقة لا تساهم في تطويل الشعر – من جهة أخرى، يمكن أن يؤدي الإفراط في الغسل إلى جفاف فروة الرأس من زيوتها الطبيعية، مما يتسبب في إفراز بصيلات الشعر المزيد من الدهون لمواجهة هذا الجفاف.
إذن، كم مرة تحتاج إلى غسل الشعر الشامبو؟
وفقًا للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، فإن عدد المرات يعتمد على كمية الزيت التي تنتجها فروة الرأس. على سبيل المثال، إذا كانت فروة رأسك تصبح دهنية بشكل سريع فستحتاج إلى تنظيفها بشكل مستمر.
عند اختيار الشامبو المناسب يجب دائما مراجعة مكونات منتجات العناية بالشعر، يقترح المختصون البحث عن المكونات المعروفة كونها مغذية والابتعاد عن المواد الضارة.
هناك مكونان رئيسيان يجب تجنبهما: كبريتات لوريل الصوديوم وكبريتات لوريث الصوديوم. هذه مكونات تنظيف قاسية يمكن أن تجرد الشعر تماما من المرطبات والزيوت الطبيعية.
2ـ اتباع نظام غذائي صحي
إن تطويل الشعر لا يعتمد فقط على منتجات العناية الخارجية، بل يعتمد أيضا وبشكل أساسي على النظام الغذائي للشخص.
لتعزيز نمو الشعر، تحتاج إلى تغذية الشعر من الداخل، تشير الدراسات إلى أن الفيتامينات والمعادن التي تأتي من الطعام لها دور مهم في دورة نمو بصيلات الشعر ‘مرحلة التنامي’.
يمكن أن تكون صحة الشعر انعكاس لما يحدث داخل جسم الإنسان، أي نقص في الفيتامينات أو المعادن قد يؤثر سلبا على الجانبين معا ـ صحة الجسم وصحة الشعر-.
إذن، ما هي الأطعمة التي تساعد في تطويل الشعر؟
يمكن أن يضمن تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على البروتينات والفواكه والخضروات والكربوهيدرات حصولك على الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الضرورية لنمو الشعر.
يوصي الأخصائيون باختيار الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين، كونها هي اللبنة الأساسية للشعر الصحي، بما في ذلك اللحوم وغيرها من مصادر البروتين، مثل:
- الأسماك
- الفاصوليا
- المكسرات الحبوب الكاملة
الأشخاص الذين لا يحصلون على ما يكفي من البروتين غالباً ما يعانون من تساقط الشعر.
تساعد أيضا الأغذية ذات الخصائص المضادة للأكسدة مثل التوت على تقوية وتطويل الشعر، إلى جانب الانتباه لتواجد فيتامين أ في الأطعمة، والذي وجدت الدراسات أنه مفيد أيضا في إنتاج شعر صحي.
لتجنب أي مخاوف مرتبطة بالنظام الغذائي الخاص بك وعلاقته بـ مشاكل الشعر التي تعاني منها، يفضل زيارة الطبيب لإجراء فحص الدم والتحقق من نقص الفيتامينات أو المعادن المسببة لهذه المشاكل.
3. استخدام الزيوت الأساسية من أجل تطويل الشعر
في حين أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول استخدام الزيوت الأساسية لـ تطويل الشعر، إلا أن هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أنها ـ الزيوت الأساسية ـ تعلب دورا مساعدا في نمو الشعر.
لنتعرف على بعض الزيوت الأساسية التي تم تأكيد فعاليتها علميا.
زيت النعناع
وجدت بعض الأبحاث أن زيت النعناع يزيد من سماكة فروة الرأس وعدد بصيلات الشعر كما أنه يعزز نمو الشعر بشكل أكثر فاعلية من التطبيقات الموضعية مثل المينوكسيديل، وهو دواء يستخدم عادة لعلاج تساقط الشعر.
يحتوي زيت النعناع على المنثول الذي يساعد على تمدد الأوعية الدموية الموجودة تحت الجلد مباشرة. وهذا يؤدي إلى تدفق إضافي للدم في البصيلات وتعزيز نموها بشكل أكبر.
زيت الجوجوبا
وفقًا لإحدى الدراسات، عندما تم تطبيق زيت الجوجوبا على الشعر المحلوق، أدى ذلك إلى تعزيز نمو الشعر بشكل أسرع من الشعر الذي لا يحتوي على زيت الجوجوبا.
في أحد الأبحاث الأخرى تم التأكيد على أن الزيوت الأساسية التالية قد تفيد في علاج تساقط الشعر وبالتالي الحفاظ على معدل نموه الطبيعي:
- البابونج
- الخزامى
- زيت الزعتر
- مستخلص الثوم
ينصح الخبراء بتجنب وضع الزيوت الأساسية مباشرة على فروة الرأس، كونها تحتوي على مكونات ثقيلة. بدلا من استخدامها مباشرة، يجب تخفيفها وتجربتها على جزء صغير من البشرة تفاديا لحدوث أي تهيج.
مع أن الأبحاث والدراسات المشار إليها أعلاه تؤكد وجود فوائد لاستخدام الزيوت الأساسية من أجل تطويل الشعر والحفاظ عليه، إلا أنه من المهم مراجعة أخصائي الرعاية الصحية الخاص بك مع التأكد من جودة الزيوت المستخدمة.
4ـ مراجعة الطبيب
كما ذكرنا، من الطبيعي أن يكون شعرك في دورة نمو مستمرة، لكن في حال ما تمت ملاحظة عدم تغير طول الشعر لمدة طويلة من الزمن من الضروري مراجعة الطبيب قبل اتخاذ أي إجراء علاجي.
على غرار أهمية الخطوات السابقة في تطويل الشعر، فإن خطوة مراجعة الطبيب هي أهمها. ابحث عن طبيب متخصص في مشاكل الشعر حتى يتمكن من تقييم حالتك بشكل صحيح وتوصيتك بأفضل علاج.
هناك أمراض معينة تسبب مشاكل الشعر ويمكن علاجها، وكلما كان هذا العلاج أبكر كان أفضل! يمكن أن تكون عملية زراعة الشعر أيضا حلا جيدا لمجموعة معينة من المرضى.
5ـ استخدام المينوكسيديل
يعتبر بخاخ المينوكسيديل، أو المنتجات التي تحتوي على المينوكسيديل علاجا فعالا لتساقط الشعر، لكن ليس هذا فقط، يمكن للمينوكسيديل أن يساعد أيضا في نمو الشعر بشكل أسرع.
ما يجب تجنبه لتعزيز نمو وتطويل الشعر
فيما يلي بعض العوامل التي تؤثر على تطويل الشعر وسرعة نموه.
1ـ الكحول والكبريتات
يقترح المختصين تجنب المنتجات التي تحتوي على الكحول والتي يمكن أن تجفف الشعر وتسبب تقصفه. إلى جانب تجنب مادة الكبريتات المستخدمة في صنع رغوة الصابون في الشامبو، فهي أيضا تسبب جفاف الشعر وتفقده الترطيب.
توصي الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD) بتجنب الكبريتات إذا كنت تعاني من الأكزيما أو التهاب الجلد التماسي أو البشرة الحساسة.
2ـ التوتر والإجهاد المزمن
حدد باحثو جامعة هارفارد الآلية البيولوجية التي من خلالها يؤثر الإجهاد المزمن على الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر، مما أكد الملاحظات السابقة عن دور الإجهاد في تساقط الشعر.
في دراسة على الفئران نُشرت في مجلة Nature، وجد الباحثون أن هرمون التوتر الرئيسي يضع الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر في مرحلة راحة طويلة، دون تجديد البصيلات أو الشعر مما يتسبب في عدم الزيادة في طول الشعر ونموه.
لا يجب أن يكون الإجهاد ملازما دائما لمشاكل الشعر، إذا تمكن المريض من التحكم في إجهاده، فقد ينمو شعره مرة أخرى.
3ـ الأدوية
يمكن أن تتسبب بعض الأدوية في عرقلة تطويل الشعر، لذلك من الضروري عند مراجعة طبيب الجلد إخباره عن الأدوية التي تتناولها الآن أو تناولتها من قبل ولفترة طويلة.
الحصول على شعر صحي والحفاظ على دورة نمو مستمرة يستلزم مجموعة من الإجراءات على غرار التي ذكرناها سابقا. تختلف الخطوات التي يجب اتباعها من شخص إلى آخر حسب العوامل المذكورة أعلاه، لذلك اتباع نصائح طبيبك كما أسلفنا الذكر تعد أهم خطوة لـ تطويل الشعر!